للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه أغوات الطباق من الخاصكية، وكلّ واحد منهم على انفراده، بأن يرجّعوا بقية المماليك ويخمدوا هذه الفتنة ويكونوا تحت طاعة أستاذهم، فحلفوا على ذلك ودخلوا على السلطان وباسوا له الأرض، وحمدت تلك الفتنة على خير، ولولا لطف الله تعالى فى إخماد هذه الفتنة عن قريب، وإلا كان قصد المماليك الجلبان أن ينهبوا المدينة وأسواق القماش وبيوت الأمراء وأعيان الناس ويقتلوا من الأمراء من أرادوا قتله، ولو فعلوا ذلك لطلع من يدهم، وكل مفعول جائز فى هذه الأيام، ولكن الله سلّم ولله الحمد على ذلك.

أقول:

عوّل على كتب التاريخ واغن بها … فكم تهزّ لها الأعطاف من طرب

ولا تعوّل على من قال من سفه … السيف أصدق أنباء من الكتب

وكان الفراغ من كتابة هذا الجزؤ وتحريره، على يد كاتبه ومؤلفه فقير رحمة ربّه محمد بن احمد بن إياس الحنفى عامله الله تعالى بلطفه الخفى، فى يوم الاثنين مستهلّ المحرم افتتاح عام سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة المبارك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ورضى الله عن أصحاب رسول الله أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ذكر أرجوزة لطيفة تتضمن أسماء السلاطين هم وأولادهم (١) على الترتيب، ومن ولى منهم من مبتدأ دولة الأتراك وإلى يومنا هذا، فكان أول ملوك الترك بالديار المصريّة الملك المعزّ أيبك التركمانى، تولى الملك سنة ثمان وأربعين وستمائة، فهو أول ملوك الترك بالديار المصرية.

وهذه الأرجوزة الموعود بذكرها:

فأول الترك أتى المعزّ … ثم ابنه ووافقته الغزّ


(١) وأولادهم: أولادهم.