للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسبب ذلك، وقد بلغه عن ابن عثمان أنه يقصد يطرق ثغر الإسكندرية ودمياط على حين غفلة، فلما صلى السلطان الصبح يوم الأربعاء نزل من القلعة وتوجّه إلى بولاق وعدّى إلى برّ إنبابة ونصب له خيمة هناك حتى يتكامل خروج العسكر، فكان صحبته من الأمراء المقدّمين الأتابكى سودون العجمى والأمير أركماس أمير مجلس والأمير سودون الدوادارى رأس نوبة النوب والأمير أنسباى حاجب الحجّاب والأمير تانى بيك الخازندار أحد الأمراء المقدّمين، وجماعة من الأمراء الطبلخانات والعشرات منهم الأمير خاير بيك المعمار، وكان صحبته من المباشرين الشهابى أحمد ابن الجيعان نائب كاتب السرّ والقاضى أبو البقا ناظر الاسطبل، وآخرون من المباشرين من أرباب الوظائف، وعيّن معه نحو خمسين خاصكيا من أرباب الوظائف وألزمهم بأن يصحبوا معهم كلّ واحد فرسا وبغلا جنيبا، فقاسوا فى المراكب بسبب الخيول ما لا خير فيه، وكان النيل فى عشرين ذراعا والطرق مقطوعة من كثرة الماء، فحصل للأمراء والعسكر مشقّة زائدة ولا سيما فى رمضان والصيام عمّال كل يوم، فأقام السلطان فى برّ إنبابة إلى يوم الخميس ثالث الشهر فنزل فى مركب ورحل من إنبابة هو والأمراء فى عدّة مراكب كثيرة، وكانت هذه السفرة على حين غفلة. - وفى ليلة الجمعة رابع الشهر سقط سقف زاوية الشيخ أبى العباس البصير رحمة الله عليه، وهى التى عند باب الخرق المطلّة على الخليج، فقتل تحت الردم رجل وصبىّ صغير وهرب من كان بها من المصلّيين وقت العشاء فسلموا، ولم يقتل غير اثنين كما تقدم. - ومن الحوادث فى غيبة السلطان أن المماليك الجلبان ربطوا كلاّب حديد فى حبل وشلقوه، فتعلّق فى شباك الطبقة التى على باب الزردخاناه، وتسلّقوا عليه وهم من داخل الحوش السلطانى، فلما وصلوا إلى الشباك وجدوا بالقرب منهم أربع طقزيات بأسقاط فضّة فسحبوهم وأخذوهم، فلما طلع النهار حضر الأمير مغلباى الشريفى الزردكاش الكبير، فأعلموه بذلك ورأى الحبل معلقا فى الشباك