للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشرف الغورى من مشترواته، وكان أنعم عليه بأمرة عشرة وجعله رأس نوبة عصاة ثم قرّره فى شادية الشون، وكان قبل ذلك تكلّم فى نيابة جدّة نيابة عن الأمير حسين نائب جدّة فاستمرّ على ذلك مدّة، ثم إن السلطان صادره وأخذ منه نحو خمسة آلاف دينار، وكان خشقدم هذا متزوّجا ببنت جانى بيك دوادار طراباى الذى كان ناظر الديوان المفرد، فلما قبض السلطان على [جانى بيك أمر] خشقدم بطلاق بنت جانى بيك غصبا وقيل كان له منها أولاد وربما ألزمه بما تأخّر على جانى بيك من المال، فما طاق خشقدم ذلك وحمل على نفسه فهرب نحو بلاد ابن عثمان، فكان كما يقال فى المعنى:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها … ولكن أخلاق الرجال تضيق

فلما أشيع توجه خشقدم إلى بلاد ابن عثمان كثر القال والقيل بين الناس بسبب ذلك، وقيل أن أخا خشقدم هذا كان مقيما عند ابن عثمان سليم شاه وهو من أخصائه، فخشى بعض العقلاء أن خشقدم بحسّن لابن عثمان أن يمشى على بلاد السلطان ويهوّن عليه ذلك الأمر، والله غالب على أمره. - وفى يوم الجمعة سادس عشرين هذا الشهر كانت وفاة الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير الذى كان باش العسكر المتوجّه إلى حلب، وكان موته بغتة على حين غفلة، وكانت مدّة توعّكه خمسة أيام حتى أشيع أنه مات مسموما من بعض أخصائه، والعلم عند الله تعالى، وكان أصل الأمير قانى باى هذا من مماليك الملك الأشرف قايتباى من مشترواته، فأعتقه وأخرج له خيلا وقماشا وصار من جملة المماليك الجمدارية، ثم بقى سلحدارا، ثم أنعم عليه بأمرية عشرة فى سنة ثمان وتسعين وثمانمائة فأقام على ذلك مدّة يسيرة، وقرّره فى نيابة صهيون وقيل سعى فيها بمال له صورة فأقام بصهيون مدة، وكان الساعى له فى نيابة صهيون الأمير أزبك الخازندار، وقيل قرّر فى أمرية الكبرى بحلب مدّة يسيرة (١)، ثم عاد إلى مصر


(١) يسيرة: جاءت فى الأصل بعد «الخازندار» فى أول هذا السطر.