للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم الصلاة على النبى المصطفى … خير البرية من بنى عدنان

والآل والأصحاب ما طرد الدجا … ضوء الصباح وعمّ للأكوان

انتهى ذلك.

وأما ما كان من ملخّص أخباره عند توجّهه إلى ثغر الإسكندرية، فإنه نزل من القلعة وسافر فى يوم الاثنين مستهلّ ذى القعدة، فنزل أولا فى المكان المسمّى بالسبكية فى بولاق، فتغدّى هناك ثم عدّى إلى برّ إنبابة ونزل بالوطاق الذى بالمنية، فأقام به خمسة أيام، قيل إنه كان منتظرا لكتب العقبة حتى يعلم أخبار ولده وزوجته خوند، فلما ورد عليه كتب العقبة أطمأن ورحل من المنية، وقد قاسى العسكر فى التعدية ما لا خير فيه، وجرح شخص من الخاصكية بالسيف فى وجهه من جماعة من المماليك عند التعدية بسبب ازدحام العسكر، ثم إن السلطان توجه من المنية إلى المنصورية وأقام بها يوما وليلة، ثم توجه من هناك إلى البحيرة فأقام بها يوما وليلة، واستمر يرحل من مكان إلى مكان إلى أن نزل بالنجيلة فأقام بها يومين وليلتين، وأحضروا له الصيّادون هناك تمساحا فأمر بتوسيطه بين يديه، فلما كان يوم السبت ثالث عشره دخل السلطان ثغر رشيد فأقام به إلى يوم الأحد، ثم أوكب من هناك ودخل إلى مدينة الإسكندرية فى يوم الاثنين خامس عشره، فدخل العسكر وهو لابس آلة الحرب باللبس الكامل، وانسحب الطلب والجنائب كما تقدم القول على ذلك، ثم دخلت الأمراء وهم بالشاش والقماش، ولم يلبس السلطان الكلفتة بل لبس تخفيفة صغيرة مدوّرة، وعليه كاملية مخمل أحمر بصمور، وحمل الأتابكى سودون العجمى القبة والجلالة على رأسه، وكان السلطان اقترح على القبة هيئة جلالة ذهب عوضا عن الطير الذى كان يعمل على القبة، فشقّ من المدينة فى موكب حافل، فنثر بعض تجّار الفرنج البنادقة على رأسه بعض ذهب وفضة، فلما شقّ من المدينة زينت له