للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يردّوا من النهب إلا بعض شئ، وراحت على من راح، فقبض الوالى على جماعة كثيرة من الأعوام وضربهم بالمقارع، وشئ قطع أيديهم، وكادت القاهرة أن تخرب فى ذلك اليوم لهذه الواقعة، ثم إن الملك الظاهر بعث يعتذر إلى القاصد مما جرى وأن ذلك من غير علمه، ثم أرسل إلى القاصد عشرة آلاف دينار أكثر مما نهب له، وصار القاصد كلما شقّ من القاهرة يسبّونه جماعة من الأعوام ويبهدلونه، وما قاسى خيرا من أهل مصر، انتهى ذلك. - وفى يوم السبت ثالث عشره فيه وقعت حادثة غريبة وهو أن شخصا يهوديا يقال له خضير، وكان بالصليبة، وهو يدّعى الطب، فتوجّه إلى عليل من أولاد الناس فوصف له حقنة، فلما احتقن مات عقيب الحقنة بيومين، فقبضوا على ذلك اليهودى وتوجهوا به إلى شاد الشراب خاناه، فقيل إنه من خوفه قصد أن يسلم ثم رجع إلى دينه، ولم يثبت عليه قتل ذلك العليل وادّعى أن العليل كان قد ضربه الخمر على قلبه فمات عقيب الحقنة بأجله، فلم يثبت على اليهودى قتله، وقيل إن اليهودى غرم مبلغا له صورة، وأدّبوه ثم خلص من القتل وراح القتل فى كيس العليل، وقد قيل فى المعنى:

ليت شعرى وللزمان خطوب … وبلاء يختص بالأحرار

هل لميت قضى عليه طبيب … من كفيل أو آخذ بالثار

وفى يوم الأحد رابع عشره أرسل السلطان النفقة إلى الأمراء الطبلخانات والأمراء العشرات المعيّنين إلى التجريدة، وذلك على جارى العادة. - وفى يوم الأحد المذكور كانت وفاة القطب العارف بالله تعالى الوالى الزاهد المجذوب الشيخ محمد بن زرعة الأحمدى البدرشينى (١) ، وكان من أعيان الأولياء وله كرامات خارقة ومكاشفات صادقة، ومات وهو فى عشر السبعين، وكانت جنازته مشهودة وصلى عليه فى جامع الشيخ سلطان شاه ودفن فى زوايته التى بالقرب من قنطرة قديدار، وكان معتقدا بالصلاح . - وفى


(١) البدرشينى: البدرى شينى.