للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات سيدى خليل بالقهر لمّا … لم ينل بالخلافة التفضيلا

وتولّى عنه الزمان بريب … وكذا الدهر لا يراعى خليلا

وكان سيدى خليل عنده رهج وخفّة وكان أهوج فى نفسه، وقد جرى بينه وبين ابن عمّه أمير المؤمنين المستمسك بالله يعقوب بسبب الخلافة ما لا خير فيه، وقد تقدّم ما وقع لهما فى سنة أربع عشرة وتسعمائة فما أبقى سيدى خليل ممكنا فى أذى ابن عمّه الخليفة يعقوب، وقد ذكرنا ذلك فى موضعه، ومات والعداوة واقعة بينهما، وقد كفى الله الخليفة يعقوب وولده محمد المتوكل على الله شرّ خليل بصبرهما عليه، انتهى ذلك، وقد قيل فى المعنى:

اصبر على مضض العدوّ … فإنّ صبرك قاتله

النار تأكل بعضها … إن لم تجد ما تأكله

وفى يوم الاثنين ثالث عشرين المحرم فيه أخلع السلطان على الأمير طقطباى نائب القلعة أحد الأمراء المقدمين وقرّره أمير حاج بركب المحمل، وأخلع على الركنى سيدى عمر بن الملك المنصور عثمان بن الملك الظاهر جقمق وقرّره أمير حاج بالركب الأول، فبكى وشكى من ذلك وكان فقيرا لا يحمل حاله ذلك، فلم يلتفت السلطان إلى شكواه ولا رقّ له، وقد خالف السلطان العوائد القديمة فى لبس أمراء الحاج فى شهر المحرم، وكانت العادة القديمة بأن يلبسوا بعد المولد فى شهر ربيع الأول، فبادر السلطان وألبسهما فى هذا الشهر وعجل بذلك. - وفى أواخر هذا الشهر (١) جاءت الأخبار من مكة بوفاة قطلباى باش المجاورين، فلما تحقق موته أخلع السلطان على شخص من الأمراء الطبلخانات يقال له جانى بيك قرا وقرره فى باشية مكة عوضا عن قطلباى بحكم وفاته بمكة. - وفيه أخلع السلطان على شخص من المماليك يقال له يونس وقرّره ترجمانا عوضا عن تغرى بردى الترجمان، وكانت هذه الوظيفة شاغرة من حين تغيّر خاطر السلطان


(١) هذا الشهر: هذه السنة.