ولبس الصوف. - ثم فى يوم السبت صبيحة ذلك نزل السلطان وتوجّه إلى نحو مدرسته التى بالشرابشيّين، فمدّ له هناك الأمير خاير بيك الخازندار مدّة حافلة فأكل منها، ثم ركب وطلع إلى القلعة. - وفيه أنعم السلطان على الأمير أزبك المكحل بتقدمة ألف كما كان أولا، وكان من حين شفع فيه قرقد بيك بن عثمان وحضر من دمياط وهو طرخان، وأنعم على قانصوه الفاجر بتقدمة ألف أيضا. - وفى يوم الثلاثاء سابع عشرينه نزل السلطان وتوجّه إلى المقياس وقرأ هناك ختمة ومدّ سماطا حافلا، وأقام هناك إلى بعد العصر، وعدّى من هناك إلى نحو بولاق فكشف على المراكب ثم عاد إلى القلعة.
وفى رمضان كان مستهلّه يوم السبت فطلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، وطلع الوزير يوسف البدرى إلى القلعة والزينى بركات بن موسى المحتسب، وطلعوا باللحم والخبز والدقيق والسكر وهو مزفوف على رؤوس الحمّالين، وكان السلطان فى الميدان فأخلع عليهما، وكان يوما مشهودا. - وفيه وزّع السلطان على اليهود السمرة نحوا من سبعين ألف دينار فتشكّوا من ذلك، وسبب توزيع هذا المال أن المعلم يعقوب اليهودى لما صادره السلطان قرّر عليه مائة ألف دينار فشكا من ذلك وأظهر العجز، فرسم السلطان بأن طائفة اليهود السمرة والربّان تساعد المعلم يعقوب فى هذه المصادرة، فتوزّعوا ذلك [على] السمرة والربّان والقرّاء وجماعة من التجّار اليهود، فحصل لهم الضرر الشامل قاطبة، وقيل تضاعفت هذه المصادرة إلى دون المائة ألف دينار. - وفى هذا الشهر جاءت الأخبار من البلاد الحلبية والشامية بأن الموت قد كثر فى الأبقار فمات منها ما لا يحصى، وقد وقع مثل ذلك بالديار المصرية فى أيام الخلفاء الفاطميين. - وفى يوم الأحد تاسعه نزل السلطان من القلعة وصحبته ولده، فتوجّه إلى نحو المطعم السلطانى وجلس على المصطبة التى هناك، فأرموا قدّامه رماية بالطيور والكلاب وانشرح فى ذلك اليوم، وسيّر إلى قبّة الأمير يشبك التى بالمطرية، ثم عاد إلى القلعة من يومه. - وفى يوم الخميس ثالث عشره حضر إلى الأبواب الشريفة قانصوه خازندار