للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجرّبوا قدّامه مكاحل غير تلك المقدّم ذكرها (١). - وفى ذلك اليوم توفى أيدكى دوادار سكين، وقد بقى من الأمراء العشرات، وكان لين الجانب قليل الأذى وكان لا بأس به. - وفى يوم الثلاثاء تاسع عشره جلس السلطان فى المقعد الذى بالميدان وساقت الرّماحة قدّامه وهم لابسون الأحمر والخوذ كما يفعلون عند دوران المحمل فى رجب، ففعلوا ذلك ثلاثة أيام متوالية، وكان المعلّم تمر الحسنى أحد المقدّمين الألوف فساقوا أحسن سوق، وكان قاصد الصوفى حاضرا فتعجّب من ذلك غاية العجب. - وفى هذا الشهر أمر السلطان بهدم خان الخليلى وقد ملكه بطريق شرعى، فلما هدمه أنشأه (٢) إنشاء جديدا وجعل به الحواصل والدكاكين، وزاد فى تزخرفه جدّا. - وفى أواخر هذا الشهر توفيت الريّسة إنعام ريّسة خوند الخاصبكيّة، وكانت من أعيان مغانى البلد، وكانت لا بأس بها، انتهى ذلك.

وفى جمادى الأولى فى يوم الاثنين ثانيه كان ختام سوق الرمّاحة، وأخلع السلطان على المعلّم والأربعة باشات على جارى العادة، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الجمعة سادسه أخلع السلطان على قاصد الصوفى وأذن له بالعود إلى بلاده، فسافر فى باكر النهار، ولم يعلم ما أجابه به السلطان عن جواب تلك البيتين التى تقدم ذكرهما فى معنى: السيف والخنجر ريحاننا، ولم يكتب له شيئا مما أجابوا به الشعراء، وفى مدّة إقامته بمصر وكّل به السلطان جماعة من الخاصكيّة ومنعوه من الاجتماع بالناس قاطبة. - وفيه قبض السلطان على المعلم على الصغير وأخيه المعلّم أحمد والمعلّم خضر المعاملين فى اللحم، فلما قبض عليهم وضعوهم فى الحديد وسجنهم بالعرقانة، وسبب ذلك أن ديوان الدولة كان فى غاية الانشحات واللحوم معطلة وانكسر للعسكر نحو من ثلاثة أشهر لم يصرف فيها لهم لحوم، وقد جرى بسبب ذلك ما لا خير فيه، وسيأتى الكلام على ذلك فى موضعه. - وفى يوم


(١) تلك المقدم ذكرها: هولاى المقدم ذكرهم.
(٢) أنشأه: أشياءه.