وإلى أمرائه وذكر فيه ألفاظا فاحشة من وعد ووعيد وتهديد لهم بالقتل، وذكر فى ذيل كتابه هذين البيتين وهما:
أين المفرّ ولا مفرّ لهارب … ولنا البسيطان الثرى والماء
ذلّت لهيبتنا الأسود وأصبحت … فى يدنا الأمراء والخلفاء
وقال بعد ذلك:
ستعلم ليلى أىّ دين تداينت … وأىّ غريم بالتقاضى غريمها
وكان سلطان مصر يومئذ المظفّر قطز المعزّى، فلما سمع ذلك جمع العساكر وخرج إلى هلاكو بعد أن وصل إلى أطراف البلاد الشاميّة فتحارب معه، فانكسر هلاكو كسرة مهولة وغنم منه عسكر مصر أشياء كثيرة من سلاح ودوابّ وغير ذلك، وقد أوضحنا ذلك فى أوائل ابتداء الدولة التركيّة فى الجزء الرابع من التاريخ انتهى ذلك، فالصوفى بالنسبة إلى هلاكو لا شئ، وقد قال القائل:
لو كلّ من قال نارا أحرقت فمه … لما تفوّه باسم النار مخلوق
انتهى ذلك.
وفى ربيع الآخر أمر السلطان بحفر الخليج ثانى مرة ورسم للأمير أنصباى حاجب الحجاب بأن يتوجه إلى قناطر الأوز ويباشر حفر هذا الخليج بنفسه، فتوجه إلى هناك وأقام به وضرب له الخيام واهتمّ بحفر الخليج من القنطرة الجديدة إلى قناطر الأوز إلى سد الخشب الذى عند ناى وطنان، فاحتفل بحفره إلى أن كاد أن ينبع الماء من أرضه وأحضر الجراريف والأبقار، ولكن حصل من هذه الحركة غاية الضرر وهو أن السلطان رسم بأخذ خراج الحصص والرزق قاطبة التى تروى من هذا الخليج، فأخذوا منهم خراج سنة كاملة وتحصّل من هذه الجهة نحو من خمسين ألف دينار على ما قيل، فصرف منها البعض على حفر الخليج وحمل الباقى إلى الخزائن الشريفة وحصل للمقطعين الضرر الشامل. - وفيه أمر السلطان بعمل جسر فى خليج الزربيّة، فوضعوه عند قنطرة موردة الجبس،