وقد نظم فى هذا المعنى جماعة كثيرة من فضلاء (١) العصر فوق المائتى إنسان، وقد جمعوا بين الغث والسمين، وهذا ما وقع عليه اختيارى من هذا المعنى بحسبما تيسّر لى من المقاطيع الرقيقة من هذه الأجوبة والخنجر المقدم ذكر ذلك فى أول المقاطيع من هذا المعنى، فمن ذلك قولى:
من عاب للنرجس والآس … أفّ عليه فى الورى آسى
ومن يكون السيف ريحانه … لا رأفة فى قلبه القاسى
من كان شرب الدم من شأنه … وكأسه جمجمة الراس
فذاك كالكلب العقور الذى … لا يختشى فى الناس من باس
انتهى ما أوردناه من هذا المعنى ويقرب من واقعة هذين البيتين اللذين أرسلهما الصوفى فى معنى: السيف والخنجر ريحاننا، فقد تقدم أن هلاكو ملك التتار لما استولى على بغداد وأخربها وقتل الخليفة المستعصم بالله وقتل سائر أمرائه، فلما فعل ذلك ببغداد طمع فى أخذ مصر فأرسل كتابا إلى سلطان مصر