للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مع السلطان من الأمراء المقدّمين الأمير طومان باى الدوادار الكبير والأمير خاير بيك كاشف الغربية أحد المقدّمين والأمير خاير بيك الخازندار أحد المقدّمين، وجماعة من الأمراء العشرات، والجمّ الغفير من الخاصكية، وكان معه من المباشرين القاضى عبد القادر القصروى ناظر الجيش وعلاى الدين ناظر الخاصّ والشهابى أحمد بن الجيعان نائب كاتب السرّ وغير ذلك من الأعيان، فلما فرغ من الأكل أمر بإصلاح ما فسد من عمارة المقياس وأمر ببناء جامع بجوار المقياس تجاه دار النجاس (١) فأخذوا فى أسباب ذلك، ثم نزل فى الحراقة ونصب له سحابة (٢) حرير أصفر، وأحضرت حوله مراكب كثيرة برسم العسكر، وفيهم غراب قد زيّن بالصناجق والشطفات، ثم شقّ من على برّ الروضة فانطلقت له النساء بالزغاريت، واستمرّ على ذلك حتى طلع من عند قصر ابن العينى الذى بالمنشية، ثم شقّ من بطن الخليج، وطلع من الناصرية من على بيت قانصوه خمسمائة، وطلع من على قناطر السباع، وشقّ من الصليبة وقدّامه المشاعلية تنادى بالأمان والاطمان كما فعل لما شقّ من القاهرة. - وفى يوم الخميس عاشره عمل السلطان الموكب بالقصر الكبير وأمر الأمراء والعسكر بلبس الشاش والقماش، فلما تكامل الموكب اخلع على المقرّ السيفى دولات باى من أركماس المعروف بالساقى أمير سلاح فقرّره أتابيك العساكر بالديار المصرية عوضا عن الأتابكى قرقماس من ولىّ الدين بحكم وفاته، وكانت الأتابكيّة شاغرة نحو أربعة أشهر ونصف شهر من حين توفى الأتابكى قرقماس فى ثالث عشرين شهر رمضان سنة ست عشرة وتسعمائة، وأخلع فى ذلك اليوم على المقرّ السيفى سودون العجمى وقرّره فى أمرة السلاح عوضا عن دولات باى بحكم انتقاله إلى الأتابكية، وأخلع على المقرّ السيفى أركماس من طراباى، وهو الذى ولى نيابة الشام قبل ذلك، فقرّره فى أمرة مجلس عوضا عن سودون العجمى بحكم انتقاله إلى أمرة السلاح، وأخلع


(١) دار النجاس: كذا فى الأصل، ولعله يقصد: دير النحاس.
(٢) سحابة: سحاية وأحضرت: وأحذرت.