للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدة قدر أحد عشر رطلا فقتلت عدّة بهائم وتعطّب منها أولاد الفلاّحين، وأفسدت بعض الزروع، وكانت حادثة مهولة.

وفى شوال فى يوم سابعه حضر الأمير أقباى الطويل أمير آخور ثانى الذى كان قد توجّه إلى القدس بسبب القيامة (١)، وأشيع بين الناس أنه احتاط على ما فى القيامة (١) من مال الفرنج، وربّ ما يحصل من هذه الحادثة مفسدة كبيرة [من] قبل الفرنج. - وفى يوم الخميس تاسعه حضر إلى الأبواب الشريفة المقر السيفى خاير بيك من ملباى نائب حلب، وقد حضر ليرى وجه السلطان ويزوره، فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان متمّر وفوقه فوقانى بطرز يلبغاوى عريض مثل خلعة الأتابكية، ونزل من القلعة فى موكب حافل وتوجّه إلى بيت الأمير قرقماس الجلب الذى بالتبانة فنزل به، وقد عظّمه السلطان إلى الغاية وأوكب بالقصر ولبس الأمراء الشاش والقماش بسببه. - وفى يوم السبت ثامن عشره خرج المحمل الشريف من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل قانصوه بن سلطان جركس، وبالركب الأول نوروز تاجر المماليك أحد الأمراء الطبلخانات، وكان لهما بالقاهرة يوم مشهود. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على جماعة من الزردكاشية فقبض على شخص يسمّى أحمد بن قراكز وعلى شخص يسمى محمود الأعور، وغيّب عبد الكريم بن اللاذنى مستوفى الزردخاناه، ورسّم على عبد الباسط بن تقى الدين الناظر، فسلّمهم السلطان إلى الأمير مغلباى الشريفى الزردكاش، ووضع (٢) أحمد بن قراكز فى الحديد ثم ضربه فيما بعد هو وابنه، وقد قرّر عليهم السلطان عشرة آلاف دينار، وكان أحمد بن قراكز هذا سببا لمصادرة مغلباى الزردكاش وعبد الباسط الناظر وغرموا مالا له صورة وقد تقدم ذكر ذلك، وكان أحمد بن قراكز ما أبقى ممكنا فى مرافعة مغلباى الزردكاش وعبد الباسط الناظر ومباشرى الزردخاناه ويحيى بن يونس أحد الزردكاشية، وكان حظى عند السلطان بسبب المرافعة وداخله فى أمور شتّى،


(١) القيامة: القمامة.
(٢) ووضع: ووضعه.