للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشرات الذى كان توجّه إلى الطينة بسبب عمارة الأبراج التى أنشأها السلطان هناك، فلما انتهى منها العمل وحضر أخلع عليه بسبب ذلك. - وفيه انقطع جسر أم دينار الذى بالجيزة (١)، وكان ليالى وفاء النيل فاضطربت الأحوال لذلك، وخرج قانى باى قرا أمير آخور كبير على جرائد الخيل وعدّى إلى الجيزة فأعياه سدّه، فأرسل يطلب من السلطان عونة على ذلك فرسم السلطان لجماعة من الأمراء المقدّمين بأن يتوجّهوا إلى هناك ويتعاونوا على سدّه، فتوجّه الأمير دولات باى أمير سلاح والأمير طراباى رأس نوبة النوب والأمير تمر الحسنى أحد المقدّمين والأمير ماماى جوشن وجماعة آخرون من الأمراء العشرات، فلما توجّهوا إلى هناك فأعياهم سدّ ذلك الجسر، وحصل للناس بسببه الضرر الشامل، وصاروا يمسكون الناس من الطرقات ويرمونهم فى الحديد ويتوجّهون بهم إلى جسر أم دينار، وحوّلوا إليه بأخشاب كثيرة وسلب، ومع هذا أعياهم سدّه حتى عدّ ذلك من الوقائع الغريبة، وفيه يقول محمد بن قانصوه:

مذ نقص النيل ليالى الوفا … وأمتع البرّ من البرّ

رأى لقلبى البرّ فى كسره … فخصّه بالجبر فى الكسر

وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة خوند أصل باى أمّ الملك الناصر وسرية الملك الأشرف قايتباى وأخت الملك الظاهر قانصوه وزوجة الملك الأشرف جان بلاط، توفّيت بمكة ودفنت هناك، وقد تقدّم القول بأن خاطر السلطان قد تغيّر عليها، فلما حجّت وقصدت العود إلى مصر فأرسل السلطان مراسيم بعودها إلى مكة، فعادت إليها من أثناء الطريق، واستمرّت مقيمة بمكة إلى أن ماتت بها بعد مضىّ سنين. - وفيه كان وفاء النيل المبارك الموافق ذلك لرابع عشر مسرى، فلما أوفى توجّه الأتابكى قرقماس وفتح السدّ على العادة، وكان له يوم مشهود. - وفيه شرع السلطان يقبض على جماعة خوند أمّ الناصر، وقد ظهر لها أشياء كثيرة من أموال وتحف فى عدّة حواصل، وقد حصل على جماعة


(١) بالجيزة: بالجزية.