فى برددارية السلطان عوضا عن أحمد بن العكام بحكم موته، وصار البرماوى من تحت يد الزينى بركات بن موسى. - وفيه كان ختم ضرب الكرة، وحضر ابن عثمان عند السلطان، ومدّ فى ذلك اليوم أسمطة حافلة، ووقع خصمانية فى لعب الرمح فى ذلك اليوم قدّام السلطان والأمراء، وكان يوما مشهودا.
وفى ربيع الآخر قبض على جمال الدين الزغلى الذى تسحّب من المقشرة، فرسم السلطان بشنقه، فأشهروه وهو عريان على حمار والمشاعلية تنادى عليه حتى أتوا به إلى بيت شخص من الأمراء العشرات يقال له تمرباى، وكان ساكنا فى مصر العتيقة على البحر، فشنق هناك على بابه، وشنق معه خمسة أنفار كانوا يعملون الزغل معه، وسبب ذلك أن تمرباى المذكور كان هو الذى عرّف بين السلطان وبين جمال الدين وقال للسلطان أن جمال الدين يعرف صنعة الكيمياء، فظهر أن ذلك كذب. - وفيه فى ليالى وفاء النيل وقع ببركة الرطلى حريق فى بعض بيوت الجسر التى بها، فاحترق نحو سبعة أماكن ولا يعلم من فعل ذلك، وكان الجسر خاليا بغير سكان. - وفيه تغير خاطر السلطان على علاى الدين ناظر الخاص بسبب العجمى الذى كان عند السلطان الشنقشى، وهذه الواقعة مشهورة بين الناس بما كان سببها، فكادت ديار ناظر الخاصّ أن تخرب فى هذه الحركة وألزمه السلطان بأن يعتق عبيده وجواريه (١) قاطبة. - وفيه وقع تشاجر بين قاضى القضاة الحنفى وبين كاتب السرّ البدرى محمود بن أجا بسبب وقف كان بينهما بحلب، فرسم السلطان بعقد مجلس بينهما بالمدرسة الصالحية، فلما توجها إلى هناك انتصف كاتب السر على قاضى القضاة عبد البر بن الشحنة واستخلص منه الوقف الذى بحلب، وكان السلطان قائما مع كاتب السرّ ومحطّا على عبد البر بن الشحنة. - وفيه تغير خاطر السلطان على سودون نائب دمياط بسبب ما وقع منه فى حقّ ابن عثمان لما دخل إلى دمياط، فلما حضر سودون المذكور ضربه بين يديه وقرّر عليه مالا له صورة. - وفيه حضر تمرباى الهندى أحد الأمراء