توجّه إليه القضاة الأربعة وأعيان المباشرين من أرباب الوظائف، فشرع يقوم لكل من يجئ إليه من الناس. - واستمرّ على ذلك إلى يوم الاثنين ثالث عشرين صفر فأرسل إليه السلطان عشرين فرسا له ولمن معه، فمنهم أربع جنائب بالسروج الذهب والكنابيش الزركش والغواشى الحرير الأصفر. - ثم إن السلطان رسم لنقيب الجيش بأن يدور على الأمراء قاطبة ويعلمهم بأن الموكب فى الحوش بالشاش والقماش، ثم إن السلطان نصب السحابة الزركش على الدكّة وغشى الدكّة بالأطلس الأصفر، ورسم بأن تزيّن القلعة عند باب الزردخاناه بالصناجق السلطانية وآلة السلاح، وأن تصفّ المكاحل الكبار على باب الزردخاناه، ثم رسم للمهمندار ورؤوس النوب بأن يتوجّهوا إلى ابن عثمان وهم بالشاش والقماش ويطلعوا قدّامه إلى القلعة، فتوجّهوا إلى بولاق وأركبوه من البرابخية على فرس بسرج ذهب وكنبوش وقدّامه الجنائب السلطانية، فطلعوا به من على المقس وأتوا به من على سوق مرجوش وشقّوا به القاهرة، فكان له يوم مشهود، وخرج الناس أفواجا أفواجا لرؤيته، واستمرّ فى ذلك الموكب الحافل حتى وصل إلى القلعة، فطلع وهو راكب إلى عند الحوش السلطانى، فنزل على مصطبة باب الدهيشة، ففرشوا له هناك مقعدا حريرا فاستراح ساعة نحو درجة، ثم دخل الحوش، فلما وصل إلى أوائل البساط نزل السلطان من على الدكّة واستمرّ واقفا حتى وصل إليه ابن عثمان فتعانقا، وقيل أن ابن عثمان باس يد السلطان ووضعها على عينه، ثم تحدّث معه السلطان ساعة وهو واقف على أقدامه، فلما أخلع عليه السلطان وخرج من الحوش ركب من على مصطبة شاد الحوش. - وكان سبب مجئ قرقد بن عثمان إلى مصر قيل حصل بينه وبين أبيه حظّ نفس فأتى إلى السلطان ليصلح بينهما. - وكان صفة قرقد بيك بن عثمان رجلا شابّا فى عشر الأربعين، معتدل القامة عربى الوجه يميل إلى الصفرة، نحيف الجسد أسود اللحية جميل الهيئة، وعلى رأسه عمامة تركمانى وهى صغيرة دون عمائم جماعته، وقيل إنه كان أكبر أولاد أبى يزيد بن عثمان. - ثم إن السلطان طلب خلعة فأحضر إليه خلعة جرّ ذهب منسوجة