هناك طبلخاناه، وكانت طبلخانة فشار، وآخر الأمر كسر وقتل فى يومه كما تقدّم ذكر ذلك، فكان كما يقال:
ما تبلغ الأعداء من جاهل … ما يبلغ الجاهل من نفسه
وكان الأمير مصرباى سببا لقتل الملك العادل طومان باى وقد عمل عليه حيلة حتى أركن إليه ثم غدره حتى قتل، ووضع رأسه فى طبق وأشهره بالرملة والمشاعليّة تنادى عليه وأفحش فى حقّه إلى الغاية، فما عن قريب حتى أخذ مصرباى وجرى عليه شدائد ومحنا، وافتضح وهو طالع إلى القلعة ميّت على فرس وخلفه من يحضنه والناس ينظرون إليه، وهذا غاية الذلّ والمجازاة من جنس العمل، كما يقال:
إذا ما الدهر جرّ على أناس … كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا مهيلا … ستلقوا عن قريب ما لقينا
وكان فى هذه الواقعة عبرة لمن اعتبر، فلما قتل مصر باى خمدت تلك الفتنة وعدّ قتله من جملة سعد السلطان. - ثم فى يوم السبت سابع عشر رمضان عرض السلطان مماليك أقبردى الدوادار ورسم بنفى جماعة منهم إلى البلاد الشاميّة، فنفى نحوا من ثمانين مملوكا فأخرجهم وهم فى زناجير من حديد، وقد أشيع عنهم بالركوب مع مصر باى فبقى لهم ذنب كبير.
وفى شوال لم يثبت رؤية الهلال إلا بعد العشاء، وكان العيد بالجمعة، فحصل للسلطان تلك الليلة توعك فى جسده فلم يصلّ صلاة العيد واحتجب عن الناس وكثر القيل والقال بين الناس فى ذلك اليوم. - وفى يوم الاثنين ثامن عشره خرج المحمل من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل أصطمر من ولىّ الدين أمير مجلس، وبالركب الأوّل الناصرى محمد بن العلاى علىّ بن خاصّ بك، فلمّا خرج المحمل رسم السلطان بإخراج قانم أخو الظاهر قانصوه صحبة الحاجّ وأن يقيم بمكّة بطالا، وكان صحبته قانصوه الفاجر. - وفيه أخلع السلطان على أقباى من