الدين الأسيوطى وكان مختفيا من العادل فى مدة سلطنته، وكان يقصد الإخراق به فكفاه الله مؤنته، وذكر أنه رأى النبى ﷺ فى المنام وبشره بزوال العادل عن قريب. - وفيه كتبت المراسيم السلطانية بحضور الأمير قانصوه المحمدى البرجى، وكتبت المراسيم أيضا بالإفراج عمن سجنه العادل بقلعة دمشق وهم قرقماس وأزدمر وقانصوه بن اللوقا وسودون الدوادارى وآخرين من الأمراء ممن كان سجنهم العادل بقلعة دمشق وقد تقدم ذكرهم.
وفى يوم الخميس رابعه عمل السلطان الموكب بالحوش وهو أول مواكبه، فأخلع على جماعة من الأمراء خلع العيد ونزلوا من القلعة فى موكب حافل، وكذلك أرباب الوظائف من المباشرين.
وفى يوم السبت فى السادس من شوال أخلع السلطان على جان بردى الغزالى وقرره فى الحسبة عوضا عن قرقماس المقرى، وقرر تانى بك أخو ماماى فى الخازندارية الكبرى عوضا عن تمر باى خازندار العادل، وأخلع على أقباى الطويل وقرره فى شادية الشراب خاناه عوضا عن جانى بك المشد، وقرر تمرباى أمير مشوى فى نظر الجوالى، وقرر مغلباى الشريفى فى الزردكاشية الكبرى عوضا عن تمر الحسنى بحكم انتقاله إلى التقدمة. - ثم إن السلطان قبض على الأتابكى تانى بك الجمالى ووكّل به بالقلعة وأمره بالخروج إلى مكة صحبة الحاج. - وفيه أنعم السلطان على قانصوه الفاجر بتقدمة ألف، وكذلك قرقماس التنمى، وأنعم أيضا على دولات باى قرموط بتقدمة ألف، وكذلك طقطباى من ولى الدين. - وفيه هجم الوالى على بيت قاضى القضاة الحنفى برهان الدين بن الكركى بسبب التفتيش على العادل فلم يجدوه عنده، فنهبوا بيته وأخذوا منه علبة كان فيها مال الأوقاف الذى كان تحت يده.
وفيه فى ثامن عشره خرج الحاج من القاهرة وكان أمير ركب المحمل سودون العجمى أحد المقدمين، وبالركب الأول دولات باى قرموط، وخرج صحبته الأتابكى تانى بك الجمالى فرسم له بالإقامة فى مكة فخرج وهو فى التوكيل به،