ناظر الخاص، وبقية المباشرين قاطبة، وأعيان الطواشية، منهم عنبر مقدّم المماليك، وآخرين من الخدام، وكان معها من نساء الأمراء والأعيان نحو من مائتى امرأة.
فلما وصلت إلى باب الستارة، فرشت لها الشقق الحرير تحت حافر بغال المحفّة، ونشرت على رأسها خفائف الذهب والفضة، وحمل الزمام القبة والطير على رأسها، حتى جلست بقاعة العواميد، والشبابة السلطانية عمّالة، وكان يوما مشهودا بالقلعة، واستمرّ المهمّ عمّال بالقلعة ثلاثة أيام، وكان لها موكب حافل لما شقّت من الصليبة، وكان قدامها المجمع السلطانى، والبقج وطشت وإبريق بللور، ومدورة زركش، ولم يتّفق هذا الموكب لأحد من الخوندات قبلها، بأنه نزل من القلعة، وعاد لها على هذا الوجه، سواها وخوند أصل باى أم الملك الناصر، ولكن هذه أعظم وأضخم موكب، وقد قلت فى هذه الواقعة أبيات لطيفة فى المعنى:
عادت خوند إلى سرور ثانى … مذ زوجت بالعادل السلطان
فى وجهها الإقبال والبشر الذى … يتفاءلون به بكل لسان
طلعت كشمس الأفق ضمن محفّة … تجلى كحور العين وسط جنان
فى موكب يحكى مواكب قيصر … ضاهت على كسرى أنوشروان
لما أتت عند الصعود لقلعة … نثرت عليها الدرّ بالعقيان
عادت إلى الأوطان فى بشر وفى … عزّ وإقبال وصفو زمان
قالت مراتب عزّها مذ أقبلت … عاد السرور بمقدم السكان
واستبشرت دارا بها سكنت وقد … رقصت لها طربا على العيدان
وتبسّمت أزهار أغصان الربا … فرحا بها فى روضة البستان
بحر السماح غدا براحة كفّها … تروى العطاش بمنهل الإحسان
وتجود من فيض الندا بمكارم … فيكون منه شفاء للظمآن
فالله يكفيها مؤونة حاسد … ويطيل أياما لها بأمان
ما ماس غصن فى الرياض وكلّلت … أيدى الغمام شقائق النعمان
وقد عرضت هذه القصيدة على خوند لما طلعت إلى القلعة واستحسنتها.