للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى كان سببا لنصرته، فنفرت عنه قلوب الرعية، وكان هذا على غير القياس، كما يقال:

لا تشكرنّ امرأ حتى تجرّبه … ولا تذمنّه من غير تجريب

فشكرك المرء ما لم تختبره خطا … وذمّك المرء بعد الشكر تكذيب

وتقرب واقعة قصروه مع العادل طومان باى مما وقع لطشتمر حمص أخضر، وقطلوبغا الفخرى، مع الملك الناصر أحمد بن الملك الناصر محمد بن قلاون، فإن طشتمر وقطلوبغا الفخرى كانا سببا لنصرته لما حضر من الكرك، فلما تسلطن قبض عليهما وقيّد طشتمر وقطلوبغا ولم يرعهما، ثم أمر بتوسيطهما عند عوده إلى الكرك، ولم يكن لهما من الذنوب ما أوجب لذلك، وهذه الأفعال ما تصدر إلا من جاهل أحمق يعدّ من جملة المجانين، وكانت هذه الواقعة فى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، انتهى ذلك.

ثم إن العادل قبض على يخشباى الذى كان نائب حماة، ثم بقى مقدم ألف فى دولة الأشرف جان بلاط؛ وقبض على تمراز جوشن أمير آخور ثانى، ثم شفع فيه بعض الأمراء فقرّره فى حجوبية الحجاب بدمشق وخرج من يومه؛ ثم قبض على جان بردى الغزالى كاشف الشرقية؛ وقبض على آخرين من الأمراء العشرات والخاصكية ممن كان من عصبة قصروه. - ثم فى يوم الخميس ثامن رجب قبض السلطان على الأمير قانصوه المحمدى المعروف بالبرجى أمير مجلس، وأمر بنفيه إلى مكة بطالا، فتوجّه من البحر الملح؛ ثم قبض على قلج نائب الإسكندرية، وبعثه إلى الشام بطالا، وقبض على جان بلاط الموتر الذى كان محتسبا ونفاه.

وفيه فى أثناء هذا الشهر خرج الأشرف جان بلاط نفيا إلى ثغر الإسكندرية، وهو مقيّد كما تقدّم، وإنما تأخّر هذه المدّة بعد كسرته، وذلك أنه كان مقيما فى الترسيم حتى أورد ما قرّره عليه العادل من المال. - وفى يوم الجمعة عاشره عقد للسلطان طومان باى على خوند فاطمة ابنة العلاى على بن خاص بك، زوجة الأشرف قايتباى، فعقد له عليها بجامع القلعة، وحضر القضاة الأربعة ذلك العقد،