للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع طومان باى، وقرّر قصروه الصغير فى ولاية القاهرة، وقرّر تانى بك الأبح فى شادية الشراب خاناه، وقرّر آقباى الأشقر الطويل فى تجارة المماليك، وقرّر تمر باى الطويل فى أستادارية الصحبة، وقرّر جان بردى رأس نوبة ثانى، وأنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء، منهم: بيبردى الفهلوان، وأزبك المكحل، وخشكلدى الذى كان أستادار الصحبة، ودولات باى قرموط الذى كان والى القاهرة، وأرزمك الناشف، وتمراز جوشن، وتمر الزردكاش، وآخرين (١) من الأمراء، عوضا عمن خامر مع طومان باى.

ثم فرّق عدّة أقاطيع على الخاصكية، عوضا عمن كان صحبة طومان باى بالشام؛ ثم أخذ فى أسباب تحصين القلعة، فركّب حولها المكاحل المعمّرة بالمدافع، وأصلح سورها وأبراجها، وبنى فوق سلّم المدرج بابا وهو الموجود الآن، ثم بنى برجا محيطا على باب السلسلة فبناه بالحجر (٢) الفصّ، وصنع فيه مرامى وأبواب صغار، ثم سدّ باب الميدان، وباب حوش العرب، وباب الاسطبل الذى عند الصرّة، وصار ينزل فى النهار مرتين يكشف على العمارة بنفسه، ثم رسم بهدم مدرسة السلطان حسن، فهدم منها بعض شئ من وراء ظهر محراب القبة، وأقاموا يهدمون (٣) فيها ثلاثة أيام فلم يقدروا على هدم ذلك، فتكلم الأمير تغرى بردى الأستادار مع السلطان فى عدم ذلك، فرجع إليه السلطان وترك الهدم عنها، وقد تأسّف الناس على هدمها لأن لم يعمّر فى الدنيا مثلها، ولو هدمها ما كان يفد من هدمها شئ وما كان يقدر على هدمها، فكان ترك ذلك أوجب، وقد ظهر عجزه عن ذلك، وفى هذه الواقعة يقول شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفى، وهو قوله:

هتكت قبة الحسن … وانتفى وصفها الحسن

إنّ فى ذا لعبرة … لكن المستفيق من

وقال محمد بن قانصوه بن صادق:


(١) وآخرين: فى ف: وقرقماس الشرفى، وخير بك الكاشف، وغير ذلك.
(٢) بالحجر الفص: بالفص الحجر.
(٣) يهدمون: يهدموا.