للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى حرام (١)، يقال له ثابت؛ فلما تمّ أمره فى السلطنة خطب باسمه على منابر دمشق، ثم أخذ فى أسباب التوجّه إلى مصر.

فلما طرق الأشرف جان بلاط هذه الأخبار اضطربت أحواله وضاقت به الدنيا بما رحبت، ثم أخذ فى أسباب تقرير الوظائف للأمراء الذين (٢) بمصر، عوضا عن من أظهر العصيان بدمشق، فاستمال قلوبهم حتى يكونوا له عونا ويدخلوا تحت طاعته، فأحضر لهم المصحف العثمانى وحلّف عليه سائر الأمراء من كبير وصغير، بعد صلاة الجمعة، بحضرة الخليفة المستمسك بالله يعقوب والقضاة الأربعة، وكان قاضى القضاة الشافعى عبد القادر بن النقيب ألّف صورة أيمانات مغلّظة بالله، وبالمصحف وبالحج وبالعتق والطلاق الثلاثة وغير ذلك من التأكيد فى الأيمان المغلّظة، وكتب ذلك فى سجلّ ودفعه إلى صلاح الدين بن الجيعان كاتب السرّ ليحلّف به الأمراء، وكان هذا سببا لانتقام العادل من ابن النقيب، فلما حضر إلى مصر وتمّ أمره فى السلطنة، فجرى على ابن النقيب منه أمور مهولة يأتى الكلام عليها فى موضعه.

فلما تكامل المجلس حلّف الأمراء بمعنى ذلك الإيمان التى تقدّمت، فحلفوا أنهم لا يخونوا ولا يغدروا ولا يميلوا مع العادل إذا حضر، فحلفوا على ذلك، ثم أحضر لهم عدة تشاريف، فأخلع على قانصوه المحمدى المعروف بالبرجى وقرّره فى أمرة السلاح، عوضا عن طومان باى بحكم سلطنته بدمشق، وقرر خشكلدى البيسقى الظاهرى خشقدم فى أمرة مجلس، عوضا عن قانصوه البرجى بحكم انتقاله إلى أمرة السلاح، وقرّر مصر باى فى الدوادارية الكبرى، عوضا عن طومان باى بحكم سلطنته بدمشق، وقرّر سيباى نائب سيس فى الأمير آخورية الكبرى، عوضا عن قانى باى قرا الرماح (٣) بحكم عصيانه مع طومان باى، وقرّر سودون العجمى فى الرأس نوبية الكبرى، عوضا عن قانصوه الغورى بحكم عصيانه مع طومان باى، وقرّر برد بك المحمدى الأينالى فى حجوبية الحجاب، عوضا عن قيت الرجبى بحكم عصيانه


(١) بنى حرام: كذا فى ف، وفى الأصل: بنى جرم.
(٢) الذين: الذى.
(٣) الرماح: نقلا عن ف، وتنقص فى الأصل.