للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالصحراء، وقد نقل من حلب إلى مصر بعد دفنه فى تربة سيدى سعد الأنصارى .

وفى ربيع الأول عيّن السلطان الأمير قانصوه كرت، أحد الأمراء الطبلخانات والخازندار الثانى، بأن يتوجّه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، فخرج بعد مدّة، وجرى عليه أمور شتى من بعد ذلك. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة أيدكى حمار الأشرفى قايتباى نائب قلعة الشام، وجرى عليه قبل موته شدائد ومحن شتى. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان حافلا. - وفيه عيّن السلطان الأمير قانصوه المحمدى المعروف بالبرجى أمير مجلس، بأن يتوجّه أمير حاج بركب المحمل، وعيّن جان بلاط الموتر المحتسب بالركب الأول.

وفيه جاء للسلطان ولد ذكر من زوجته خوند جان كلدى الجركسية، فسمّاه أحمد، فلما كان يوم سابعه اجتمع سائر الخوندات ونساء الأعيان بالقلعة، وكان مهمّا حافلا، وحمل الزمام جوهر المعينى القبة والطير على رأس خوند جان كلدى، وفرشت لها الشقق الحرير، ونشرت على رأسها خفائف الذهب والفضة، وكان لها بالقلعة يوم مشهود. - وفيه تزوّج السلطان بخوند مصرباى زوجة الملك الناصر، وكانت عليه كعب الشؤم لم يسنّى (١) معها.

وفى ربيع الآخر جاءت الأخبار بأن قصروه الذى تولى نيابة الشام، قد عصى وخرج عن الطاعة، واستولى على قلعة الشام كما كان كرتباى الأحمر، واستمرّ العصيان يتزايد من قصروه حتى كان من أمره ما سنذكره فى موضعه. - وفيه أرسل السلطان بالقبض على خاير بك الكاشف، فأحضر فى الحديد، فرسم بنفيه إلى قلعة المرقب، فسجن بها، ثم أطلق، وجرى عليه من الأنكاد ما لا خير فيه، وصودر غير ما مرة. - وفيه قدم البدرى محمود بن أجا من حلب، وقد انفصل من قضاء الحنفية بحلب، وأتى إلى مصر وأقام بها، وكان من أمره ما سنذكره فى موضعه. - وفيه قرر فارس المنصورى نائب دمياط فى كشف الغربية، عوضا عن خاير بك الماضى خبره.


(١) لم يسنى: كذا فى الأصل وأيضا فى ف، ولعله يعنى أنه لم يمكث سنة معها.