للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد ظهر وهو عند السلطان بالقلعة، فعند ذلك ظهر برد بك المعروف بنائب جدّة، الذى كان من جملة المقدّمين، وظهر أيضا برد بك المحمدى الأينالى، وأبو يزيد الصغير، وبرسباى السلحدار، وبرقوق المحتسب، وشاد بك، وبيبرس، وقانصوه الفاجر، وكرتباى الكاشف، وخاير بك الكاشف، وقانصوه الساقى، ودولات باى من غيبى، وآخرين من الخاصكية.

وكان قبل ذلك رسم السلطان بالإفراج عن مصر باى، وكان فى السجن بثغر الإسكندرية، فحضر وحضر أيضا قانبك أبو شامة، وتانى بك المحمدى الأينالى، وجانى باى، وكانوا هؤلاء فى السجن من حين ركب آقبردى الدوادار وانكسر، فلما ظهروا هؤلاء كثر القال والقيل فى سبب ظهورهم، ثم إن السلطان صرّح فى قوله:

أنا ما رسمت بإخراجهم إلا لأصلح بينهم وبين الطائفة التى من عصبة قانصوه خمسمائة.

فلما ظهروا وطلعوا إلى القلعة باتوا تلك الليلة بالقلعة، فقرأ السلطان ختمة ومدّ أسمطة حافلة؛ فلما صلّى العشاء أحضر عدّة خلع، فأخلع على مصرباى وعيّنه أمير آخور كبير، وأخلع على أبى يزيد الصغير وعيّنه دوادار ثانى، وأخلع على قانبك أبو شامة وعيّنه نائب القلعة، وأقرّ على آخرين منهم فى تقادم ألوف، وآخرين فى أمريات طبلخانات، وآخرين فى أمريات عشرات، وكل هذه خفّة وطيش وصبينة من الملك الناصر، وقد طاش إلى الغاية لما خرج كرتباى الأحمر إلى الشام، وكان يظن أن ما بقى على يده يد، وكل هذا عقل الصغار، فكان كما قال المعمار:

ذى دولة حواضر (١) تسويقة معتبر … خليلى وشامى والخيار مقعبر

فلما جرى ذلك تحت الليل بلغ الأمراء الذين (٢) من عصبة قانصوه خمسمائة ما وقع من السلطان تلك الليلة، فلما طلع النهار لبسوا لامة الحرب وصعدوا إلى القلعة، فوثبوا على بعضهم بها، وكانت فتنة مهولة، فقتلوا الأمير أبا يزيد الصغير، والأمير سيباى الأشقر، وهرب الأمير مصرباى، وقانبك (٣) أبو شامة، واتّسعت الفتنة،


(١) حواضر: فى ف: خواطر.
(٢) الذين: الذى.
(٣) وقانبك: فى ف: وقتل قنبك.