للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحلّف عليه سائر الأمراء والعسكر ولم يطلع الأتابكى قانصوه خمسمائة ولا حلف، ولكن طلع بعد أيام وحلف أيمانا غير صادقة، كما يقال:

خان اليمين وعهد الودّ قد فسخا … ولا نوى قط صدقا خالصا فسخا

وفيه قرّر دولات باى من أركماس (١) الساقى فى نيابة البيرة وخرج إليها عن قريب، ودولات باى هذا هو أمير السلاح الآن. - وفيه قبض كرتباى الأحمر على شمس الدين الفرنوى، إمام آقبردى الدوادار، وعاقبه أشدّ العقوبة، وتسلّم أيضا أبو المنصور وعاقبه أشدّ العقوبة، وجرى لهما أمور يطول شرحها، وما خلصا إلا بعد جهد كبير، وكان السلطان له عناية فى الباطن بجماعة آقبردى الدوادار.

وفيه قبض كرتباى الأحمر على جماعة من الأمراء العشرات، ممن كان من عصبة آقبردى الدوادار، منهم أسنباى الإبراهيمى المعروف بالأصم، وبرسباى السلحدار، وجانى بك من أزدمر المعروف بالصغير، ويخشباى من عبد الكريم، وطقطباى السيفى برد بك الدوادار؛ ومن الخاصكية تمراز جوشن، وأينال السلحدار، وأبا يزيد الصغير، وقانصوه الساقى، وآخرين منهم، ولم يكن ذلك باختيار السلطان.

وفيه توفى الشيخ حمزة بن محمد بن حسن بن على بن عبد الحكيم المغربى البجاى المالكى، وكان عالما فاضلا، مقيما بالخانقاه الشيخونية، وكان لا بأس به. - وفيه رسم السلطان للخليفة بأن يطلع إلى القلعة ويسكن بها كما كان ساكنا من قبل، وكان السلطان قايتباى رسم له بأن ينزل ويسكن بالمدينة، عند ما حرق حاصل الخيام كما تقدّم.

ومن الحوادث أن السلطان ضرب امرأة بين يديه بالمقارع، وشهرت على حمار وفى عنقها زنجير، وهذا لم يعهد قط؛ فلما طاش السلطان الملك الناصر وخفّ، وكّل به كرتباى الأحمر أربعة من الخاصكية، يمنعونه من اللعب مع أولاد العوام، ومن كل تصرّف سيئ، وصار تانى بك الجمالى نظام الملك، يبات عنده كل ليلة بالقلعة، ومع ذلك فما ارعوى ولا حصل من هذا طائل، وزاد فى الطيشان حتى خرج


(١) من أركماس: نقلا عن ف، وينقص فى الأصل.