طراباى الشريفى أمير آخور رابع، عوضا عن تغرى بردى السيفى يونس الدوادار، بحكم انتقاله إلى الأمير آخورية الثالثة. - وفيه قرر السيد الشريف عبد الرحيم الحموى فى كتابة سرّ دمشق، عوضا عن محبّ الدين الأسلمى، فأقام بها مدة وعزل عنها، فتوجّه إلى ابن عثمان فأكرمه. - وفيه قرّر يخشباى فى تقدمة ألف بدمشق، ثم ولى نيابة حماة فيما بعد.
وفيه قرر كرتباى الأحمر فى الوزارة، والأستادارية، وكاشف الكشاف، مضافا لما بيده من تقدمة ألف، وصار صاحب الحلّ والعقد فى تلك الأيام، فأظهر أشياء كثيرة من أنواع العدل، منها أنه أبطل وظيفة نظر الأوقاف، ونودى بذلك فى القاهرة، فارتفعت له الأصوات بالدعاء، وأبطل عدّة مكوس ومظالم، وحجّر على البرددارية والرسل والنقباء أنهم لا يأخذون من الأخصام أكثر من نصفين فضة، وأن أحدا منهم لا يقرّر عليه رسما، ولو دام كرتباى بمصر لحصل للناس به خير. - وفيه قبض على القاضى شمس الدين أبى المنصور صاحب ديوان آقبردى الدوادار، فتسلّمه الأمير جان بلاط الدوادار وضربه ضربا مبرحا، وقرّر عليه مالا له صورة.
وفيه أخلع على الأمير آقباى الطويل نائب غزّة، واستمرّ على نيابته بغزّة، وكان أشيع عزله لأنه كان من عصبة آقبردى الدوادار، فلما أراد أن يتوجّه إلى غزّة أخذ معه آقبردى الدوادار فى الخفية، فلما بلغ قانصوه خمسمائة وكرتباى الأحمر بأن آقبردى الدوادار خرج صحبة آقباى الطويل، بعثا إليه والى الشرطة إلى الخانكاه، ففتّش حموله حتى الحوايج خاناه، فستر الله تعالى على آقبردى حتى خرج من القاهرة ولم يظفروا به، وهذا كان بسبب خروج آقبردى الدوادار من مصر وتوجّهه إلى غزّة، فكبسوا بسببه فى ذلك اليوم عدة أماكن ودور بالخانكاه فلم يظفروا به، حتى هجموا هناك الجوامع والزوايا، وحصل الضرر الشامل بسبب ذلك، وقيل إنه لما خرج من الخانكاه فتّشوا سنيح الأمير آقباى نائب غزّة، فاختفى آقبردى فى الدست الكبير الرخية لما حملوها على الجمل، فستر الله عليه.
وفيه نزل السلطان الملك الناصر من القلعة وتوجّه إلى القرافة، فزار وعاد إلى