للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى ركبه، وخلفه أوجاقى بخنجر يردفه، فنزلوا به من باب الميدان الذى عند حوش العرب، وتوجّهوا به من على المجراة إلى البحر (١)، وكان المتسفّر عليه أخو قانصوه الألفى وهو جانم (٢)، وبطلت الإشاعة بسلطنته؛ فلما جرى ذلك وقع النهب فى داره، ودار آقبردى الدوادار، وجماعة من الأمراء، ممن كان من عصبة آقبردى؛ ثم إن قانصوه خمسمائة وكرتباى الأحمر، وجماعة من الأمراء ممن هو من عصبة قانصوه خمسمائة، باتوا بباب السلسلة تلك الليلة، واشتوروا فيمن يلى السلطنة، فترشّح أمر سيدى ابن السلطان ووقع الاتفاق على ذلك.

فلما كان يوم السبت سادس عشرين ذى القعدة اجتمع الأمراء والعسكر بباب السلسلة، وأرسلوا خلف أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز، فحضر وحضر القضاة الأربعة، وهم: قاضى القضاة زين الدين زكريا الشافعى، وقاضى القضاة ناصر الدين محمد بن الإخميمى الحنفى، وقاضى القضاة عبد الغنى بن تقى المالكى، وقاضى القضاة بدر الدين محمد السعدى الحنبلى؛ فلما تكامل المجلس تكلموا فى خلع الأشرف قايتباى بحكم أنه قد أشرف على الموت، فبايعه الخليفة بالسلطنة (٣) عوضا عن أبيه الأشرف قايتباى، وأشهدوا عليه القضاة بذلك، فهذا كله وقع والسلطان قايتباى فى النزع لم يشعر بشئ مما جرى.

فلما كان يوم الأحد سابع عشرين (٤) ذى القعدة من سنة إحدى وتسعمائة، فيه كانت وفاة الملك الأشرف أبو النصر قايتباى المحمودى الظاهرى، توفى إلى رحمة الله تعالى فى ذلك اليوم بعد العصر وبات بالقلعة، وأخرج صبحة يوم الاثنين ثامن عشرينه، فتوفى وله من العمر نحو من أربعة وثمانين سنة، ومات بعلّة الدبلة، واعتراه علّة البطن أيضا، وامتنع عن الأكل مدة انقطاعه حتى مات.


(١) البحر: أضيف بعدها فى ف ما يأتى: فأنزلوه فى الحراقة وتوجهوا به إلى الإسكندرية، فسجن بها.
(٢) جانم: فى ف: جانم من برسباى.
(٣) فبايعه الخليفة بالسلطنة: كذا فى الأصل، وفى ف: فخلع وبايع الخليفة ولده الناصرى محمد بالسلطنة.
(٤) سابع عشرين: كذا فى الأصل، وفى ف: سادس عشرين.