للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأربعين وثمانمائة، فلما بطل أمر التجريدة، وحصل للأشرف برسباى توعّك فى جسده، ردّ لأجناد الحلقة ما كان أخذه منهم، وكتب ذلك فى صحيفته إلى يوم القيامة؛ والأشرف قايتباى جمع هذا المال من وجوه المظالم، وحصل للناس بسبب ذلك مشقّة زائدة، فأخرجه فى غير مستحقّه، لا فى وجه من وجوه المنفعة للمسلمين، فكانت كما قيل:

لست أعطى فى حرام … أبدا إلا حراما

وفى شوال قرّر عنبر التكرورى فى نيابة تقدمة المماليك، ثم بقى من بعد ذلك مقدّم المماليك. - وفيه توفى تنم الضبع الظاهرى جقمق أحد العشرات، وكان أخو تانى بك الجمالى أمير سلاح، فلما مات تنم الضبع، وقف شخص من الأمراء العشرات يقال له ملاج من ططخ الظاهرى [جقمق]، يطلب من السلطان إقطاع تنم الضبع، فلم يوافق السلطان على ذلك، فحنق ملاج من السلطان، فلما نزل إلى داره شنق نفسه من شدّة قهره، فمات هو وتنم الضبع فى يوم واحد، وقد تقدّم القول على وفاة ملاج.

وفيه وقعت الوحشة بين آقبردى الدوادار، وبين جان بلاط وماماى (١)، لما رآهما قد التفّا على كرتباى الأحمر، ويشبك قمر، وكان جان بلاط أعزّ أصحاب آقبردى الدوادار. - وفيه خرج الحاج من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل تانى بك قرا رأس نوبة النوب، وبرد بك نائب جدّة بالأول. - وفيه توفى أركماس الحلبى نائب القلعة، وكان لا بأس به. - وتوفى محمد بن نوروز المحمدى الميقاتى، وكان علامة فى هذا الفن.

وفى أواخر هذا الشهر ظهر الأمير قانصوه خمسمائة، وكان مدّة اختفائه


(١) وماماى: أضيف بعدها فى ف ما يأتى: وسبب ذلك أن جان بلاط طلب أمرية الآخورية الكبرى وعينت له، فوقف آقبردى وباس الأرض على أن يكون شاد بك أخوه أمير آخور كبير، فأنعم السلطان على شاد بك بها، فمن حينئذ وقعت الوحشة بينهم.