للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشافعية بها، فلما حضر جرى عليه أنكاد ومحن من السلطان، وغرم مالا له صورة، حتى استمرّ فى قضاء الشافعية بدمشق على عادته. - وفيه توفى أحمد جريبات، وكان أستاذا فى فن الموسيقة، وعنده فكاهة وحسن محاضرة. - وفيه أشيع الخبر بموت جمجمة بن محمد بن عثمان ملك الروم، مات بنابل من بلاد الفرنج، وجرى عليه أمور يطول شرحها، ومات وهو فى أسر الفرنج، وقد تقدّم سبب ذلك. - وفيه غرقت معدّية بساحل بولاق، فمات بها عدّة كثيرة من الناس، من رجال ونساء وأطفال وبهايم، وما انتطح فى ذلك شاتان.

وفى رمضان توعّك السلطان فى جسده حتى أرجف بموته، ونسب قانصوه خمسمائة فى مدّة توعّك السلطان على أنه قد تقحّم على السلطنة، فمنع من الدخول على السلطان فى مدّة انقطاعه، ثم إن السلطان حصل له الشفاء ونودى فى القاهرة بالزينة، واستمرّت الزينة أياما فى شهر رمضان، حتى تعطّلت الناس عن البيع والشراء. - وفى هذا الشهر أقيمت الخطبة بالجامع الذى أنشأه الأمير أزبك اليوسفى رأس نوبة النوب، بدرب [ابن] البابا. - وفيه توفى تغرى برمش الأينالى أحد العشرات، وكان لا بأس به.

وفى شوال فى ليلة عيد الفطر، خرج الأمير قانصوه خمسمائة مسافرا إلى جهة بعض بلاده، ولم يحضر موكب العيد، فكثر القيل والقال فى ذلك اليوم، وكان سفره برأى السلطان؛ فلما كان يوم العيد ثارت فتنة من المماليك الجلبان، وركب الكثير منهم فى ذلك اليوم وتوجّهوا إلى دار قانصوه خمسمائة ونهبوا ما فيها، وأحرقوا بعض أماكن بها وأخربوا غالبها، وهى الدار العظيمة التى أنشأها فى قناطر السباع، المطلّة على الخليج الحاكمى، وكان الذى أثار الفتنة طائفة من المماليك ممن هو من عصبة آقبردى الدوادار، فحصل الاضطراب فى ذلك اليوم، ثم سكن الحال قليلا.

وفيه خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير الركب به تانى بك الجمالى، وبالأول كرتباى ابن أخت السلطان. - وفيه توفى القاضى نور الدين على بن داود الصيرفى الإسرائيلى الحنفى، أحد نواب الحكم، وكان من أعيان الحنفية، وكان يكتب التاريخ