للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ذلك فى موضعه. - وفيه وصل قاصد ملك الفرنج صاحب الأنكرس من بنى الأصفر، وصحبته هدية حافلة للسلطان، فأكرمه وأنزله فى مكان عدّله.

وفى شعبان توفى دولات باى من مصطفى الأشرفى المعروف بالأجرود نائب غزّة، ثم بقى أحد الأمراء المقدّمين بدمشق، وكان لا بأس به. - وفيه توفى الشيخ شمس الدين محمد بن قاسم بن على الشافعى شيخ مدرسة كاتب السرّ ابن مزهر، التى أنشأها فى حارة برجوان، وكان من أهل العلم والفضل وله شهرة بمصر، وكان لا بأس به.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة تغرى بردى ططر الشمسى الظاهرى جقمق، رأس نوبة النوب، توفى بحلب، وكان من أجلّ الأمراء، وتولّى عدة وظائف سنيّة، منها: نيابة القلعة بمصر، ثم بقى مقدّم ألف، ثم بقى حاجب الحجاب، ثم بقى رأس نوبة النوب، وخرج مع العسكر فى التجريدة فمات بحلب، ومما وقع له أن الأمراء لما خرجوا فى هذه التجريدة طلّبوا كلهم على العادة لا خلان منه (١)، فإنه خرج بغير طلب، فلما طلع إلى القلعة مقته السلطان بسبب ذلك، فقال له تغرى بردى ططر:

لا تمقتنى ولا أمقتك، أنا ما بقيت أردّ من هذه السفرة، وكان الأمر كذلك، كما يقال: إن البلاء موكل بالمنطق.

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان بعث عدة مراكب من البحر الملح وهى مشحونة بالعساكر، وقد وصلت إلى جهة باب الملك، ليقاطع بها على العسكر المصرى، فما تمّ له ذلك، وأخذله الله تعالى، وكانت النصرة لعسكر مصر، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى حادى عشر مسرى، فتوجّه آقبردى الدوادار وفتح السدّ، ولم يتّفق لآقبردى أنه نزل لفتح السدّ غير هذه السنة، لموجب غيبة الأتابكى أزبك وبقية الأمراء، وكان له يوم مشهود. - وفيه أخلع على فارس المنصورى، وقرّر فى نيابة دمياط، عوضا عن شاد بك الأشقر، بحكم صرفه عنها.


(١) لا خلان منه: كذا فى الأصل، وفى ف: ما خلا هو.