للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ذلك السرير فيدعون له وينصرفون.

وفيه وصل قيت الساقى، وهو قيت من آقباى، من حلب، ومعه عدّة رءوس من التى قطعت من عسكر ابن عثمان، فلما دخل القاهرة زيّنت له زينة حافلة، واصطفّت الناس للفرجة على الدكاكين، فدخل وقدامه الرءوس محمولة على الرماح، وكان عدّتها ما يزيد على مائتى رأس؛ فلما طلع إلى القلعة ضربت له البشائر، وأقيمت الخدمة بالحوش، ووقف أرباب الدولة كل أحد فى منزلته على العادة، وغطيت الدكة التى يجلس عليها السلطان بالملاءة الحرير، فلما صعد قيت الساقى باس الأرض إلى نحو الدكة، فأحضرت له خلعة ولمن كان صحبته من المماليك السلطانية، فلبسوا تلك الخلع ونزلوا من القلعة فى موكب حافل.

وكل هذا جرى والسلطان منقطع فى قاعة الدهيشة، وهو فى غاية التألم من رجله، وقيل إن السلطان فرّق على الفقراء فى مدّة انقطاعة بهذا العارض نحوا من ألف دينار على يد قطب الدين الخيضرى، ثم إنه بعد أيام علّم على أربعة مراسيم، وكانت العلامة قد تعطّلت أياما. - وفيه توفى الشيخ جلال الدين البكرى، وكان علامة فى مذهب الإمام الشافعى ، وكان اسمه محمد بن عبد الرحمن ابن أحمد بن محمد الديروطى الشافعى، وكان عالما فاضلا بارعا فى العلوم، ناب فى القضاء مدّة طويلة وولى قضاء الإسكندرية، ثم ولى مشيخة الخانقاة البيبرسية، وكان بيده عدّة تداريس، ومولده سنة سبع وثمانمائة.

وفيه رسم السلطان على لسان القاضى كاتب السرّ ابن مزهر بأن يجمع رءوس النوب والنقباء الذين (١) بأبواب الحكام، ويكتب عليهم قسائم بأنهم لا يأخذوا من الأخصام إذا طلبوا من أبوابهم أكثر من نصفين فضة لكل نقيب، حسبما رسم السلطان بذلك، فجمعهم وكتب عليهم قسائم بذلك، فأقام هذا الأمر مدّة يسيرة ثم عادوا لما كانوا عليه. - وفيه قرّر شيخنا الجلال الأسيوطى فى مشيخة البيبرسية، عوضا عن الجلال البكرى بحكم وفاته، وكان الساعى له الخليفة عبد العزيز.


(١) الذين: الذى.