للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقارب سوار، وقانصوه البواب الأينالى أحد العشرات ورءوس النوب، وقرقماس قراقاش المحمدى الظاهرى أحد العشرات ورءوس النوب؛ وأما الذى قتل من الخاصكية والمماليك السلطانية فما ضبط لكثرته، وقتل من العساكر الشامية والحلبية وغير ذلك ما لا يحصى عددهم، وكانت مصيبة عظيمة مهولة قلّ أن يقع مثلها لعسكر مصر.

وأما ما كان من أمر يشبك الدوادار، فإنه أقام عند باينذر فى الأسر ثلاثة أيام، ثم فى اليوم الرابع بعث إليه بعبد أسود من عبيد التركمان، قطع رأسه تحت الليل وأحضرها بين يدى باينذر، وقيل إنه حزّ رأسه بالسيف عدّة مرار، وهى لا تنقطع، فقطعها بسكين صغيرة، وعذّبه غاية التعذيب، فلما طلع النهار وجدوا جثته بغير رأس، وهى مرمية على قارعة الطريق، وعورته مكشوفة، حتى ستره بعض الغلمان بحشيش من الأرض، فسبحان من يعزّ ويذلّ، فكان كما قيل فى المعنى:

ما أعجب الدهر فى تقلّبه … والدهر لا تنقضى عجائبه

وكم رأينا فى الدهر من أسد … بالت على رأسه ثعالبه

[وقيل إن الأمير يشبك حلق رأسه قبل أن يقتل بيوم، ثم نظر وجهه فى مرآة وقال: يا ترى يا رأس بقيت تدخلى إلى مصر، أو تدخلى إلى ماردين] (١)؛ ومن العجائب أن الأمير يشبك كان جماعة من المنجّمين يخبروه (٢) بأنه يقتل على يد شخص يسمى أزدمر، فظن أنه أزدمر الطويل، فبادر إلى قتله، فلما أحضر إليه باينذر ذلك العبد الأسود ليقتله، فقال له يشبك: ما اسمك؟ قال: أزدمر، فعند ذلك تيقّن بأنه هو الذى يقتله بيده، وراح أزدمر الطويل ظلما، فكان هو ذلك العبد الأسود، انتهى ذلك.

فلما قطعت رأس الأمير يشبك، بعث بها باينذر إلى بلاد العجم، إلى عند يعقوب ابن حسن الطويل، فكان لها يوم مشهود بمدينة ماردين، فطافوا بها بلاد العجم وهى


(١) وقيل - ماردين: كتبت فى الأصل على هامش صفحة ١٩٧ ب.
(٢) يخبروه: كذا فى الأصل.