للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لاح فجر أو تألّق بارق … أو غرّدت ورق على العيدان

فلما استقرّ السلطان بالقلعة أخذ فى أسباب تفرقة الهدية على الأمراء، فابتدأ بالأتابكى أزبك، ثم على بقية الأمراء، ثم على المباشرين وأرباب الدولة، وكان الأمراء والمباشرون قدّموا للسلطان أيضا تقادم حافلة، ما بين مال وخيول وقماش وغير ذلك. - وفيه دخل الحاج إلى القاهرة، وحمدت سيرة الصاحب خشقدم الزمام أمير ركب المحمل. - وفيه نزل السلطان وتوجّه إلى القرافة، فزار ثم رجع من جهة مصر العتيقة، وطلع من على قناطر السباع، وأتى إلى الكبش فكشف عن عمارته التى أنشأها هناك، ثم طلع إلى القلعة من جهة الصليبة، وكشف عن عمارة سبيله الذى أنشأه برأس سويقة عبد المنعم التى بالرملة، وكان الشادّ على عمارته الأمير تانى بك قرا أحد المقدّمين، ثم طلع من باب السلسلة إلى القلعة. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة قراجا الطويل الأينالى الذى كان نائب حماة، مات بطالا بالقدس، وكان لا بأس به. - وفيه ضرب السلطان قانم الأشرفى الذى كان كاشف الشرقية فضربه بين يديه ورسم بنفيه إلى طرسوس.

وفى صفر قرّر خالص التكرورى الطواشى فى تقدمة المماليك، عوضا عن مثقال البرهانى، وقرّر سرور الشامى نائب المقدّم، عوضا عن خالص. - وفيه قدم تمراز الشمسى رأس نوبة النوب من البحيرة، وقد أتى ليهنّى السلطان بعوده من الحجاز. - وفيه جاءت الأخبار بوقوع فتنة كبيرة بحماة، وقتل فيها نائب حماة أزدمر من أزبك قريب السلطان، وسبب ذلك أن سيف أمير آل فضل كان قد خرج عن الطاعة، فحاربه أزدمر نائب حماة المقدّم ذكره، فقتل فى المعركة، وقتل معه جماعة من أمراء حماة، فانزعج السلطان لهذا الخبر جدا.

وفى ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوى بالقلعة، وكان حافلا؛ ومما وقع فى ذلك اليوم أن السلطان لما تكامل المجلس بالقضاة الأربعة والأمراء، وانتهى أمر السماط، حضر كاتب السرّ ابن مزهر، وأبو البقا بن الجيعان، وخشقدم الزمام، وخلفهم ستة أطباق على رءوس ستة طواشية، فحطّت بين يدى