للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد المتوكل، فأحضر إليه شعار الخلافة وأفيض عليه، وقدّمت إليه فرس النوبة بالسرج الذهب والكنبوش، فنزل من القلعة فى موكب حافل وقدّامه قضاة القضاة وأعيان الدولة، فتوجّه إلى مكان تسكن فيه الخلفاء، ثم تحوّل من يومه وطلع إلى القلعة وسكن بدار عمّه يوسف، التى هى داخل الحوش السلطانى، وطالت أيامه فى الخلافة، وكان كفوا لذلك، وكان سنّه لما تولى الخلافة نحوا من اثنين وستين سنة أو أكثر من ذلك، وكان مولده سنة تسع عشرة وثمانمائة، وكانت أمه تسمى حاج ملك بنت مقبل، وهو شخص من المماليك السلطانية، انتهى ذلك.

وفى صفر تغيّر خاطر السلطان على أزدمر الطويل الإبراهيمى الأينالى حاجب الحجاب، فرسم بنفيه إلى مكة، وبعث إليه بألفى دينار يتجهّز بها. - وفيه نزل السلطان وتوجّه إلى سنيت، وأقام بها أياما، ثم عاد إلى القلعة، وسبب ذلك أن القال والقيل قد كثر بسبب نفى أزدمر الطويل، وأن جماعة الأينالية تثير فتنة، فلم يتأثّر السلطان إلى هذه الإشاعة وتوجّه إلى سنيت وأقام بها أياما.

وفى ربيع الأول أنعم السلطان على تانى بك قرا الأينالى بتقدمة ألف، وهى تقدمة أزدمر الطويل، وعيّن الدوادارية الثانية إلى قانصوه خمسمائة، وأخلع عليه بها بعد أيام. - وفيه نقل السيفى قانصوه اليحياوى من نيابة حلب إلى نيابة الشام، عوضا عن المرحوم جانى بك قلقسيز بحكم وفاته؛ ونقل أزدمر قرابة السلطان من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب، عوضا عن قانصوه اليحياوى بحكم انتقاله إلى نيابة الشام؛ وقرّر فى نيابة طرابلس برد بك المعمار نائب صفد، عوضا عن أزدمر قرابة السلطان؛ وقرّر عوضه فى نيابة صفد جانى بك أحد مماليك السلطان، وكان مقيما بالشام بطالا. - وفيه توفى جانم الأعور من يلباى أمير شكار أحد العشرات، وأصله من مماليك الملك الأشرف برسباى.

وفيه ضرب الأمير يشبك الدوادار الكرة مع السلطان، فسقط صولجان (١) الأمير يشبك من يده، فترجّل الأمير جانم الشريفى قريب السلطان أحد المقدمين عن فرسه


(١) صولجان: صولنجان.