للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكثر اللحم والأجبان، وانحطّ سعر سائر البضائع. - وفيه جاءت الأخبار بأن قانصوه اليحياوى نائب حلب قد وقع بينه وبين نائب قلعة حلب، فأرسل يشكوه للسلطان، فأنصف السلطان نائب حلب على نائب القلعة. - وفيه أخلع السلطان على قجماس الإسحاقى وقرّر فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن يلباى العلاى بحكم استقراره فى نيابة صفد، عوضا عن جكم الأشرفى المعروف بالأجرود. - وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن سوار قد استولى على سيس وقلعتها، فانزعج السلطان لهذا الخبر.

وفى شعبان عزل قاسم شغيتة (١) عن نظر الدولة، ورسّم عليه الأمير يشبك الدوادار، وطلب منه مالا. - وفيه عين السلطان الأمير برسباى قرا أحد المقدمين، بأن يخرج جاليش العسكر إلى سوار قبل خروج الأمير يشبك، فخرج ومعه عدّة من الجند، وبعث إليه السلطان أربعة آلاف دينار بسبب النفقة.

وفيه وقعت نادرة غريبة، وهو أن السلطان أعاد (٢) إلى جماعة ما كان أخذه منهم من المال لما صادر الناس فى التجريدة الأولى، فأعاد إلى فارس الركنى ألف وخمسمائة دينار؛ وأعاد إلى الشهابى أحمد بن أسنبغا الطيارى ألف دينار؛ وأعاد إلى الشهابى أحمد بن الطرابلسى، الذى كان دوادار ابن العينى، ألف دينار؛ وأعاد إلى فارس السيفى دولات باى ألف دينار؛ وبعث لابن العينى خمسة عشر ألف دينار من بعض ما أخذه منه؛ وأعاد إلى جماعة كثيرة ما كان أخذه منهم فى المصادرة، فتعجّبوا الناس من ذلك، لكونه فعل هذا من تلقاء نفسه، وأشيع بين الناس أنه رأى فى المنام ما أوجب ردّ هذا المال على أربابه، فكان حال الناس معه كما قال القائل فى المعنى:

كنّا نؤمّل أن ننال بجاهكم … خيرا يكون على الزمان معينا

والآن نقنع بالسلامة منكم … لا تأخذوا منا ولا تعطونا

ولكن فعل بعد ذلك الناس من المصادرات وأخذ [من] الأموال ما يعجز عنه الواصفون. - وفى هذا الشهر جاءت الأخبار من مكة، بأن العين التى أجراها السلطان إلى عرفات قد انتهى العمل منها، ووصل ماؤها إلى عرفات، وحصل به


(١) شغيتة: شعيثه.
(٢) فأعاد: فعاد.