للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الوهاب بن عمر بن حسن بن على بن حمزة الحسينى الحلبى الشافعى، وكان من أهل العلم والفضل. - وفيه توفى الأمير يشبك جن الإسحاق الأشرفى أحد مقدمين (١) الألوف بمصر، وكان يعرف بالفهلوان، ومات وله من العمر نحو من سبعين سنة، وكان حدّ المزاج سيئ الخلق. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة سنقر قرق شبق الأشرفى، الذى كان زرد كاشا بمصر ثم نفى، ومات وهو مقدم ألف بدمشق، وكان علامة فى لعب الرمح.

وفى جمادى الآخرة أنعم السلطان على برسباى قرا المحمدى الظاهرى بتقدمة ألف، وهى تقدمة يشبك جن؛ وقرّر فى الخازندارية قجماس الإسحاق الظاهرى، عوضا عن برسباى قرا بحكم انتقاله إلى التقدمة، وكان قجماس أنىّ السلطان قديما.

وفيه نزل السلطان من القلعة وتوجّه إلى الخانكة، ثم سار إلى العكرشا وهو راكب الهجن، ثم عاد إلى القلعة بعد أيام. - وفيه توفى جكم الأجرود الأشرفى نائب صفد.

وفى رجب نزل السلطان من القلعة وتوجّه إلى نحو قناطر العشرة، وأقام هناك سبعة أيام، وتوجّه إلى الأهرام وهو ماشى، وحوله الأمراء، وكانت تلك الأيام مشهودة فى القصف والفرجة، ونصب له أشاير على رءوس الأهرام، وعملت هناك أسمطة حافلة، وصار ابن رحاب المغنى عمّال فى كل ليلة، وبقيّة مغانى البلد، وابتاع المجمع الحلوى هناك بنصفين فضّة، والصحن الطعام الخاص بنصف فضّة؛ ثمّ إن السلطان رحل من هناك بعد مضى سبعة أيام وتوجّه إلى جهة الفيوم، فلما دخلها زيّنت له، وكان يوم دخوله إلى الفيوم يوما مشهودا، ودخل عليه جملة تقادم من الكاشف ومشايخ العربان؛ فكانت مدة غيبته فى هذه السفرة نحوا من عشرين يوما، وكان ذلك فى قلب الشتاء فى زمن الربيع، ثم عاد السلطان إلى القلعة.

وفى هذه الأيام وقع العدل والرخاء بالديار المصرية، حتى أبيعت البطة الدقيق بستة أنصاف، والرطل الخبز بدرهم نقرة، وأبيع الفدان البرسيم المخضّر بدينار،


(١) مقدمين: كذا فى الأصل.