للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى نظارة الخاص الأمير يشبك الدوادار، فنزل من القلعة فى موكب حافل، ومعه الأمير يشبك الدوادار وأعيان الدولة، حتى قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة الحنفى.

وفى ربيع الأول، فى يوم مستهلّه، ركب السلطان وتوجّه إلى طرا، فصعد قضاة القضاة للتهنئة بالشهر فلم يجدوا السلطان بالقلعة، فقال لهم نقيب الجيش عن لسان السلطان بأنهم يصعدوا إليه بعد العصر، إذا حضر السلطان. - وفيه وصل خاير بك الظاهرى الخشقدمى، الذى كان تسلطن ليلة واحدة، فنزل فى بولاق فى بيت صهره ناظر الخاص يوسف، وكان السلطان رسم له بأن يتوجّه إلى مكة ويقيم بها، وكان الساعى له فى ذلك يشبك الجمالى، فأقام ببولاق أياما حتى عمل له يرق، وخرج إلى مكة.

وفيه عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا، وجلس برقوق الذى قرّر فى نيابة الشام رأس الميمنة. - وفيه نزل السلطان إلى جهة المطرية ونصب هناك الخيام، ورسم للأمراء بالتوجّه معه، وأقام هناك أياما على سبيل التنزّه، وصنع هناك الأسمطة الحافلة، حتى قيل كان مصروف هذه الحركة على الأسمطة ألف دينار. - وفيه أخلع السلطان على قاصد حسن الطويل وأذن له بالسفر، وجهّز معه هدية إلى حسن الطويل. - وفيه توفى الأمير تانى بك المعلم المحمدى الأشرفى، مات بالقدس بطالا، وكان عارفا بفنون لعب الرمح.

وفى ربيع الآخر صعد القضاة إلى القلعة للتهنئة بالشهر، فلما أرادوا الانصراف أخذ السلطان فى الكلام معهم بسبب محراب جامع أحمد بن طولون، بأن فى أصل وضعه الانحراف عن جهة القبلة، فقال كاتب السرّ: هذا الجامع تحت نظر قاضى القضاة الشافعى، فقال القاضى ينبغى أن يتغيّر هذا المحراب ويجدّد غيره إلى جهة القبلة، فانفضّ المجلس على ذلك، ولم يغيّر فيه شئ إلى الآن. - وفيه خرج برقوق إلى محل نيابته بالشام، فطلّب طلبا حافلا، وكان له يوم مشهود. - وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن حسن الطويل تحرك على أخذ البلاد الحلبية، وأنه أظهر