للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عالما فاضلا بارعا، سمع على جماعة من العلماء، منهم ولى الدين العراقى وابن الجزرى والحافظ بن حجر وغيره من العلماء، وولى عدّة تداريس جليلة، وكان من أعيان علماء الشافعية، ومولده سنة ثمان وثمانمائة.

وفيه وقع كاينة عظيمة لجلال الدين عبد الرحمن بن سويد المالكى، وطلب من بيت أينال الأشقر رأس نوبة النوب، بسبب أوقاف باعها كانت موقوفة على مدرسة جدّه، فغرم بسبب ذلك مالا له صورة، وحصل له غاية البهدلة من أينال الأشقر، وما خلص إلا بعد جهد كبير، وافتقر حاله عقيب هذه الكاينة، وباع جميع ما يملكه حتى سدّ ما جاء عليه من المال.

وفيه تزايد ظلم أينال الأشقر، حتى صار غالب الناس ما يشتكى إلا من بابه، واشتكى بعض الناس من بابه شخصا شاهدا، فضربه وقطع أكمامه، وأركبه على ثور، وأشهره فى القاهرة؛ وفى عقيب ذلك خزم غلاما فى أنفه، ثم أشهره فى القاهرة. - وفيه ابتدأ السلطان بعمارة تربته التى أنشأها بالصحراء، وجعل بها جامعا بخطبة، وقرّر به صوفة وحضورا بعد العصر، وأنشأ هناك عدّة خلاوى برسم الصوفة وحوضا وصهريجا وأشياء كثيرة من وجوه البرّ والمعروف.

وفى ذى القعدة قلع السلطان الصوف ولبس البياض، وابتدأ بضرب الكرة مع الأمراء. - وفيه جاءت الأخبار بقتل طراباى الظاهرى الخشقدمى، وكان أميرا بحلب، فقتله بعض العربان بالبلاد الحلبية، وكان شجاعا بطلا، وولى حسبة القاهرة، وكان من أعيان الخشقدمية.

وفى ذى الحجة طلب السلطان الشيخ تقى الدين الحصنى، وقرّره فى مشيخة تدريس قبّة الإمام الشافعى ، عوضا عن الشيخ كمال الدين إمام المدرسة الكاملية، الماضى ذكر وفاته بطريق الحجاز. - وفيه انتهى ضرب الكرة، وأضاف السلطان الأمراء، ثم اشتغل بتفرقة الضحايا على العسكر.

وفيه كانت وفاة الجمالى يوسف بن الأتابكى تغرى بردى البشبغاوى الرومى نائب الشام، وكان الجمالى يوسف ريسا حشما فاضلا، حنفى المذهب، وله اشتغال بالعلم،