السلطان فى نيابة حماة عوضا عن محمد بن مبارك، فعدّ هذا من النوادر، لكونه قرّر فى نيابة حماة بعد نيابة حلب. - وفيه أخلع السلطان على يشبك الجمالى وقرّر فى الحسبة عوضا عن قانصوه الخسيف، بحكم انتقاله إلى شادية الشراب خاناه، فجاء يشبك الجمالى فى الحسبة على الأوضاع، وساق له حرمة وافرة.
وفى جمادى الأولى توفى الأمير جوهر التركمانى اليشبكى الخازندار الكبير والزمام، وكان هندىّ الجنس، سيئ الخلق، غير محمود السيرة. - وفيه خرج تمراز الشمسى قريب السلطان وتوجّه إلى الغريبة للكشف على الجسور، فصار يتوجّه إلى هناك فى كل سنة، ويقيم بالغريبة أشهر. - وفيه توفى الغرسى خليل والد شيخنا الشيخ عبد الباسط، وهو خليل بن شاهين الشيخى الصفوى الأشرفى، وكان ذكيا لبيبا عارفا، تولّى عدة وظائف سنية منها: الوزارة، ونيابة الكرك، ونيابة القدس، ونيابة ملطية، وأتابكية حلب، ونيابة الإسكندرية، وتقدمة ألف بدمشق، وحجّ بالناس أمير المحمل، وكان من أعيان الرؤساء، وكان نادرة فى أولاد الناس، ومولده سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وكان حنفىّ المذهب اشتغل على جماعة من العلماء وأجازه فى الحديث الحافظ بن حجر.
وفيه أخلع السلطان على الطواشى جوهر النوروزى الحبشى وقرّر فى الزمامية والخازندارية الكبرى، عوضا عن جوهر التركمانى. - وفيه توفى الشيخ المسلك العارف بالله حسام الدين حسين بن محمود الأصفهانى الرفاعى الشافعى، وكان دينا خيرا لا بأس به. - وفيه عاد الأمير يشبك الدوادار من الوجه القبلى، وقد نهب البلاد وأسر نساء العربان وأولادهم، حتى قيل أحضر معه نحوا من أربعمائة امرأة، وقد مات منهن من الجوع عدّة كبيرة، فلما عاد يشبك حصل من العربان بسبب ذلك ما لا خير فيه من [نهب] البلاد وسلب المسافرين، ووقع منهم غاية الفساد. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة شيخ العرب حسن بن بغداد أحد مشايخ الغربية، وكان فى سعة من المال، فأحاط السلطان على موجودة قاطبة.
وفى جمادى الآخرة ارتفع سعر الغلال عما كان، واشتدّ الغلاء على