للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ذى الحجة، كان وفاء النيل المبارك، ونزل السلطان بنفسه، وتوجّه إلى المقياس، وخلّق العمود، وعاد وتوجّه إلى السدّ وفتحه بحضوره، وصعد إلى القلعة فى موكب حافل، وكان له يوم مشهود. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة (١) صاحب شماخ، وهو السلطان خليل بن إبراهيم بن محمد الدربندى، وكان من أجلّ ملوك الشرق وأدينهم، وكان عاقلا سيوسا، عادلا فى رعيّته، وكان آخر ملوك الإسلام بتلك النواحى، ومات وقد جاوز المائة سنة من العمر، وهو فى صحة وقوّة.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة (١) صاحب تلمسان، الملك سليمان بن موسى العامرى، وكان من خيار ملوك تلمسان، وأعدلها، ومات وله من العمر نحوا من سبعين سنة وزيادة، وكان له شهرة طائلة. - وفيه توفّى أيضا العجل بن نعير، أمير آل فضل، وكان من خيار أمراء آل فضل. - وفيه توفّى الشيخ شمس الدين محمد البابا الحنفى الأوزاعى الدمشقى، وكان عالما فاضلا عارفا بالفقه، كثير الزهد والورع، وكان يكتسب من أجرة غسيل أثواب الناس حتى يقتات به.

وفيه توفّى جماعة من الأتراك، منهم بطا الناصرى الخازندار. - وتوفّى ملكتمر البواب الأشرفى أحد العشرات. - وتوفّى قجماس المؤيّدى أحد العشرات، وكان قد جاوز الثمانين سنة من العمر. - وتوفّى كمشبغا الجاموس، أحد الخاصكية، وكان قد جاوز التسعين من العمر.

وفيه توفّى الشيخ عيسى المغربى، الذى كان يدّعى الصلاح، وافتتن به تمراز الشمسى، وبرد بك صهر الأشرف أينال. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة (١) عالم تونس، الشيخ أبو العباس أحمد التونسى المالكى، وكان عالما فاضلا نحويّا، وله يد طائلة فى العربية؛ أخذ العلم عن مشايخ تونس، ومات وله من العمر نحوا من مائة سنة.

ومن الحوادث أن فى يوم الأربعاء، وهو آخر يوم من ذى الحجة، سلخ سنة تسع وستين وثمانمائة، خرج الصاحب شمس الدين محمد البباى إلى بعض أشغاله، فنزل فى مركب، وتوجّه إلى نحو بيسوس، ثم عاد بعد العصر قريب المغرب، فلما وصل


(١) بوفاة: بوفات.