وهى تقدمة الأتابكى قانم التاجر، وهذا أول عظمة الشهابى أحمد بن العينى.
وفيه جاءت الأخبار بقتل عبد الحق بن عثمان، صاحب فاس ببلاد المغرب، وكان من خيار ملوك الغرب، وكان قد كثر بفاس اليهود، فقتلوه خارج فاس، وبه انقرضت دولة عبد الحق هذا، كأنها لم تكن، بعد أن أقامت بيدى بنى مرين مدّة سنين، فآلت مدينة فاس بعده إلى الخراب. - وفيه خرجت تجريدة إلى الغربية، وكان باش العسكر أزبك من ططخ، ويشبك الفقيه الدوادار.
وفى شوال، خرج الحاج، وكان أمير ركب المحمل، جانى بك قلقسيز الأشرفى، وأمير ركب الأول، خشكلدى القوامى الناصرى؛ وحجّ فى تلك السنة الأمير قايتباى المحمودى أحد مقدّمين الألوف (١). - وفيه توفّى الشهابى أحمد بن الخطاى، وهو أحمد بن محمد بن على بن طرنطاى المنكلى التركى، وكان رئيسا حشما، ولى المهمندارية، وكان متزوّجا بالست مريم، بنت أمير المؤمنين المتوكل على الله محمد، وكان سخيّا كريما لا بأس به. - وفيه خرجت تجريدة إلى نحو البحيرة، وكان باش العسكر، تمربغا أمير مجلس، وجانى بك المرتد، ومغلباى طاز، وجماعة من الأمراء العشرات.
وفى ذى القعدة، جاءت الأخبار بأن أينال الأشقر، أتابك حلب، خرج متوجّها إلى آمد، واجتمع بحسن الطويل، بسبب تسليم قلعة كركر، فلما اجتمع به سلّمه مفاتيح قلعة كركر، فتسلّمها منه عثمان بن أغلبك، ليكون نائبا بها عن السلطان. - وفيه جاءت الأخبار، بأن أحمد بن قرمان، الذى قتل أخاه إسحق، قد ملك بلاد ابن قرمان، وأقام الخطبة بها إلى ابن عثمان، وكان قد أمدّه بعساكر عظيمة، حتى ملك تلك البلاد، فعزّ ذلك على السلطان.
وفيه جاءت الأخبار بأنّ حسن الطويل نزل على جهات خرت برت، وحاصر أهلها، وأخذها من ملك أصلان؛ وحصل ببلاد الشرق فى أواخر هذه السنة غاية الاضطراب؛ ووقع أيضا الاضطراب بالوجه القبلى، بين عربان هوّارة وعرك، وحصل بينهما مقتلة عظيمة، وحروب كثيرة، وكانت العربان ثائرة على بعضها تلك الأيام.