للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أيامه سنة ثلاث وأربعين وثلثماية، توفّى الشيخ أبو الخير الأقطع، وكان أصله من الغرب، وقدم مصر ومات بها، وكان له كرامات خارقة.

ولما مات تولّى بعده ابنه أبو القاسم محمود المعروف بأجور، فأقام مدّة يسيرة ومات، وكانت مدّته نحو سنة وأشهر.

وفى أيامه توفّى أبو الفتح كشاجم، الشاعر الناظم الناثر، وكان له شعر جيّد، فمن ذلك قوله فى شقائق النعمان:

حمراء من صنعة البارى وقدرته … مصقولة لم ينلها قط صقال

كأنها وجنات أربع جمعت … وكل واحدة فى صحنها خال

وكان كشاجم عالما فاضلا، وهو صاحب كتاب «أدب النديم»، مات بمصر سنة إحدى وخمسين وثلثماية، وكان رحل عن مصر إلى بغداد، ثم عاد إلى مصر، وأنشأ يقول:

قد كان شوقى إلى مصر يؤرقنى … فالآن عدت وعادت مصر لى دارا

ولما مات الأجور، تولّى بعده أخوه علىّ، فأقام على ولايته بمصر إلى أن مات سنة خمس وخمسين وثلثماية. - وفى سنة ست وخمسين وثلثماية، توفّى الإمام الرافعى أبو الفضل أحمد بن محمد بن نصر السرى الشافعى.

وفى أيامه قطعت بنو (١) سالم الطريق على الحجّاج، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير، محمّلة قماش وبضائع ومال، وأسروا الرجال والنساء.

وفى أيامه توفّى أبو إسحق محمد بن القاسم بن شعبان، من أعيان العلماء المالكية، مات سنة خمس وخمسين وثلثماية. - وتوفّى ابن السكن أبو على سعيد بن عثمان البغدادى، نزيل مصر، مات سنة ثلاث وخمسين وثلثماية.

ولما مات الأمير على، اجتمع رأى أهل مصر على تولية (٢) كافور، الخادم، وكان حسن السياسة، عادلا فى الرعية، فولّوه عليهم.


(١) بنو: بنوا.
(٢) تولية: توليت.