للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شمس الدين البباى، وخرج من عنده توجّه إلى بيت منصور الأستادار، فلما شعر بمجئ السلطان، بسط له الشقق الحرير من رأس الزقاق، ونثر على رأسه خفائف الذهب والفضّة، وكان عنده علم بمجئ السلطان إليه، وقدّم إليه ألفى دينار؛ ثم خرج من عنده، وشقّ القاهرة، وطلع إلى القلعة، وكان له يوم مشهود.

وفيه خرجت تجريدة إلى برّ الجيزة، بسبب عرب محارب، وكان باش العسكر يلباى، أمير آخور كبير، وبرد بك هجين، أحد المقدّمين، وجماعة من الجند؛ فوقع بينهم وبين عرب محارب معركة صعبة، فقتل من المماليك السلطانية أربعة، فأقاموا الأمراء هناك مدّة، ورجعوا إلى القاهرة. - وفيه أخلع السلطان على يوسف شاه، وقرّر معلّم المعلّمين، عوضا عن البدرى حسن بن الطولونى.

وفيه قرّر حسن التنمى فى نظر حرمين (١) القدس والخليل. - وفيه أرسل السلطان إلى ابن عثمان قاصدا، وهو السيد الشريف نور الدين على الكردى، وأرسل يسأل ابن عثمان بأن يصطلح معه على حسن الطويل، وقد بلغ السلطان أنّ حسن الطويل استولى على قلعة كركر، وأظهر المخالفة لسلطان مصر. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة (٢) وزير مكّة، وهو بديد بن شكر الحسنى، وكان محمود السيرة فى وزارته.

وفى جمادى الآخرة، حضر قاصد حسن الطويل، وعلى يده مفاتيح قلعة كركر، ترضيا لخاطر السلطان، وأرسل يطلب فى نظير ذلك منه عشرة آلاف دينار. - وفيه توفّى الشيخ بدر الدين محمد بن قاضى القضاة شهاب الدين بن حجر، وكان لا بأس به، ومولده سنة خمس عشرة وثمانمائة. - وفيه رسم السلطان بعزل القاضى بدر الدين حسن بن الرهونى، أحد نوّاب المالكية، لأمر أوجب ذلك، ورسم أن لا يتولّى فى أيامه قطّ.

وفى رجب، أدير المحمل، ونودى بالزينة، وكانت تلك الأيام مشهودة، ولكن


(١) حرمين: كذا فى الأصل.
(٢) بوفاة: بوفات.