للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحنق منه وأمر بتوسيطه بين يديه بالحوش؛ ووسّط فى ذلك اليوم شخص آخر من مماليكه، يقال له قانم، وكان خشداش برسباى المذكور؛ وكان السلطان فى ذلك اليوم أشدّ ما يكون من الخلق والتغيّظ (١).

وفيه أعيد مجد الدين بن البقرى إلى الوزارة، وصرف عنها يونس المقدّم ذكر ولايته. - وفيه أشيع بين الناس بأن حانى بك حبيب، قد توجّه إلى بلاد الغرب، وكان مختفيا بمصر مدّة طويلة.

وفى ربيع الأول، توفّى المقرّ الشهابى أحمد بن الأشرف برسباى، أخو الملك العزيز يوسف، وكان ربيب الأمير قرقماس الجلب، وكان الملك الأشرف برسباى، والده، تركه حملا، وتزوّج قرقماس الجلب بأمّه ملك باى، سرية الأشرف المذكور، وربّاه قرقماس فى داره، وكان لا يخرج، ولا يركب، ولا يصلّى الجمعة، ولا العيدين، حتى مات، وكان بينه وبين أخيه الملك العزيز نحوا من شهر، وكان مولده سنة اثنتين (٢) وأربعين وثمانمائة.

وفيه عمل السلطان المولد النبوى على العادة، وكان حافلا. - وفيه أنعم السلطان على سبطه الشهابى أحمد بن العينى، بتقدمة ألف، وقرّر فى إمرة الحاج؛ وقرّر فى إمرة الركب الأول الشرفى يحيى بن الأمير يشبك الفقيه. - وفيه اختفى (٣) زين الدين الأستادار، فصرف السلطان مجد الدين بن البقرى من الوزارة، وقرّره فى الأستادارية، واستمرّت (٤) الوزارة شاغرة أياما.

فلما كان يوم الاثنين، فى أثناء هذا الشهر، أخلع السلطان على الشمسى محمد البباى، ناظر الدولة، وقرّره فى الوزارة، عوضا عن ابن البقرى، فلما قرّر البباى فى الوزارة، قامت على السلطان الأشلة بسبب ذلك، وعدّ هذا من مساوئ الظاهر


(١) والتغيظ: والتغيض.
(٢) اثنتين: اثنين.
(٣) اختفى: اختفا.
(٤) واستمرت: واستمرة.