للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوقع فى ذلك المجلس كلام كثير، وضيّقوا عليهم، فأسلم منهم فى ذلك اليوم جماعة، وانفضّ المجلس بالمنع لهم عن المباشرة فى الدواوين مطلقا، ما عدا الطبّ والصرف فقط؛ ثم بعد ذلك سعوا بمال له صورة، أوردوه للخزائن الشريفة، حتى أبقاهم السلطان على حالهم الأول، فى المباشرة بالدواوين.

وفى هذا الشهر، جاءت الأخبار من الإسكندرية، بوفاة الملك العزيز يوسف بن الملك الأشرف برسباى الدقماقى، توفّى بثغر الإسكندرية، وكان قد أفرج عنه فى دولة الأشرف أينال، وخرج من السجن وسكن ببعض دور الإسكندرية، وكان يخرج إلى صلاة الجمعة وهو راكب، واستمرّ على ذلك مدّة طويلة حتى مات، وكان رئيسا حشما، عاقلا كريما سخيّا، قليل الأذى، كثير البرّ والصدقات، واشتغل بالعلم فى مدّة إقامته بالإسكندرية، حتى صار ماهرا فيه، وكان مولده سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وولى الملك وله من العمر خمس عشرة سنة؛ ولما مات حمل إلى القاهرة، ودفن على أبيه بالصحراء.

وفيه توفّى الشيخ العارف بالله الولى، سيدى عمر الكردى الببانى، رحمة الله عليه، وكان فى مبادئ أمره له اشتغال بالعلم، ثم حصل له جذب، ووقع له مكاشفات وكرامات خارقة، وكان مقيما بجامع قيدان، الذى بقناطر الأوز، واستمرّ به حتى مات، فحمله السلطان إلى تربته، ودفن بها للتبرّك به.

وفى صفر، قرّر أبو بكر باكير بن صالح الكردى، فى حجوبية الحجّاب بحلب، وكان نائب البيرة؛ فقرّر فى نيابة البيرة عوضه، كمشبغا السيفى يخشباى، نائب قلعة حلب؛ وقرّر فى نيابة قلعة حلب، تغرى بردى من يونس. - وفيه قرّر السلطان سودون البرقى، فى تقدمة ألف بدمشق.

وفيه تغيّر خاطر السلطان على شخص من مماليكه، يقال له برسباى الدوادار، وكان دوادار سكين من المقرّبين عنده، وضربه بالحوش بين يديه، وصار يقول له:

«من أمرك بقتل جانى بك نائب جدّة»؟ فيقول (١) له: «أنت أمرتنى بذلك»،


(١) فيقول: فيقل.