للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه مرض الأتابكى جرباش كرت، فنزل السلطان وعاده، فقدّم إليه الأتابكى جرباش تقدمة حافلة، فقبل منها السلطان بعضها، وردّ الباقى. - وفيه صحّت الأخبار بموت جانم نائب الشام كما تقدّم، فدقّت البشائر لذلك بالقلعة، وفى بيوت الأمراء، فعدّ موت جانم من جملة سعد الظاهر خشقدم، ولو عاش جانم كدّر عيش الظاهر خشقدم، وأفسد البلاد الحلبية وخبّثها.

وفى جمادى الآخرة، توفّيت خوند عائشة ابنة الملك الظاهر جقمق، وهى زوجة (١) الأمير أزبك من ططخ، من خوند مغل بنت البارزى، أخرجت فى بشخانه زركش، ونزل السلطان وصلّى عليها بسبيل المؤمنى، وكانت جنازتها حافلة، ودفنت عند أبيها بتربة قانى باى الجركسى.

وفى رجب، كان دوران المحمل على العادة، ومعلّم الرمّاحة الأمير قايتباى المحمودى، شاد الشراب خاناه. - وفيه قرّر جكم الأشرفى خال العزيز، فى نيابة غزّة، وبطل أمر شاد بك الجلبانى. - وفيه عجّل السلطان بلبس البياض بخلاف العادة، لأجل ضرب الكرة، وكان رمضان قد هجم وقرب الصوم. - وفيه وصلت تقدمة من عند تنم نائب الشام، وكانت تقدمة حافلة. - وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى البحيرة، وكان باش العسكر الأمير جانى بك المرتد، أحد المقدّمين، والأمير قايتباى المحمودى، شاد الشراب خاناه، وجماعة من الأمراء العشرات، والجند، فتوجّهوا إلى هناك وأقاموا به مدّة، ثم عادوا.

وفيه ثار جماعة من المماليك الجلبان، ومنعوا الناس من الطلوع إلى القلعة، وضربوا مقدّم المماليك، وهجموا على نائب القلعة، وكان هذا أول فساد الجلبان الخشقدمية. - وفيه جاءت الأخبار من مكّة بوقوع سيل عظيم، فهدم البيوت، ودخل الحرم، وأغرق مقام إبراهيم، ، ووصل إلى قريب باب الكعبة، وكان أمرا مهولا. - وفيه توفّى أزبك المحمودى، أحد الأمراء العشرات، وكان من مماليك الأشرف برسباى.


(١) زوجة: زوجت.