للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن السلطان طلب جانى بك نائب جدّة، بعد صلاة الجمعة، وضرب هو وإياه بسورة فى أمر جانم نائب الشام، وصار جانى بك نائب جدّة مقيما عند السلطان بالقلعة ليلا ونهارا، يشتوروا (١) فى أمر جانم فيما يكون؛ ثم إن السلطان عيّن الصاحب علاى الدين بن الأهناسى، بأن يخرج إلى ملاقاة جانم، ويمدّ له أسمطة بالخانكاه.

ثم إن جانى بك نائب جدّة، أشار على السلطان بأن يرضى جانم بكل ما يمكن، ولا يدعه يدخل إلى القاهرة، فبعث إليه عشرة آلاف دينار، وأنعم عليه بجميع برك الأمير يونس الدوادار، من صامت وناطق، وبعث يعتذر إليه بأن يعود إلى دمشق، ويستمرّ فى نيابة الشام على عادته، وأن يولّى بالبلاد الشامية من يشاء، ويعزل من يشاء، من غير مشورة السلطان، وكل ذلك ضحك عليه حتى يعود إلى الشام؛ ثم إن السلطان عيّن دولات باى النجمى، بأن يكون متسفّرا لجانم بإعادته إلى دمشق، وكان تمراز الأشرفى حضر صحبة جانم نائب الشام، فأرسل إليه السلطان خلعة بأن يكون نائب صفد، عوضا عن خاير بك القصروى، وبعث إلى تمراز بمبلغ له صورة، وأرضاه بكل ما يمكن.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة (٢) خشكلدى الكجكى، نائب حمص، وكان ديّنا خيّرا، لا بأس به. - وجاءت الأخبار بوفاة (٢) سودون الأبوبكرى المؤيّدى، نائب حماة، وكان لا بأس به.

وفى شوال، صلّى السلطان صلاة عيد الفطر، فلما فرغ من الصلاة، رسم للأمراء [بأن يقيموا بالقلعة، ولا ينزلوا] (٣) إلى دورهم، وكذلك القضاة الأربعة، وأرسل خلف الخليفة، وأقاموا الجميع بالقلعة، وذلك خوفا من جانم نائب الشام، إلى أن يرحل من الخانكاة، ومنع العسكر من التوجّه إليه.


(١) يشتوروا: كذا فى الأصل.
(٢) بوفاة: بوفات.
(٣) بأن يقيموا … ولا ينزلوا: بأن يقيمون … ولا ينزلون.