وسبب ذلك كون أنّه تزوّج بخوند زينب بنت جرباش، فقاسى بسبب ذلك محنا (١) عظيمة. - وفيه أخلع السلطان على برهان الدين بن الديرى، وقرّر فى نظر الجيش، عوضا عن شرف الدين الأنصارى؛ وقرّر فى نظر الكسوة أحمد بن عبد الرحمن بن الكويز.
وفيه توفّى إبراهيم بن محب الدين بن الأشقر كاتب السرّ؛ فلما مات توفّى والده محب الدين بعده بأيام، وقد انقطع عليه، فمات فى أواخر رجب؛ وكان محب الدين ابن الأشقر رئيسا حشما، وله اشتغال بالعلم، حنفى المذهب، وولى عدّة وظائف سنيّة، منها: نظر الجيش، وكتابة السرّ، ومشيخة خانقة سرياقوس، وغير ذلك من الوظائف السنيّة، وكان أصله قرمى، يعرف بابن سليمان القرمى، وكان مولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
وفيه أخلع السلطان على حسن بن أيوب، وأعاده إلى نيابة القدس، وكان تغيّر خاطر السلطان عليه، وضربه بين يديه بالحوش، ثم رضى عليه وأعاده إلى ما كان عليه. - وفيه توفّى محب الدين بن الفاقوسى، وكان لا بأس به. - وفيه توفّى خاير بك الأشقر المؤيّدى، أمير آخور ثانى، وكان لا بأس به.
وفى شعبان، أنعم السلطان على برد بك هجين الظاهرى، بإمرة خاير بك الأشقر. - وفيه قرّر فى الأمير آخورية الثانية يلباى الأينالى، عوضا عن خاير بك الأشقر. - وفيه أفرج السلطان عن القاضى شرف الدين الأنصارى من الترسيم، ونزل إلى داره بعد ما أورد جملة مال له صورة. - وفيه توفّى الشيخ شهاب الدين أحمد الأخميمى، إمام السلطان، وكان ديّنا خيّرا، بارعا فى القراءات بالروايات السبع، وهو والد قاضى القضاة الحنفى ناصر الدين محمد بن الأخميمى. - وفيه جاءت الأخبار بأن الفرنج تعبّثت بالسواحل، وحصل منهم الضرر الشامل، فتنكّد السلطان لهذا الخبر، وأشيع بخروج تجريدة إلى الفرنج.