للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شاع خبره فيما تقدّم؛ وكان تلك السنة برد بك البجمقدار أمير الحاج، هو وبيبرس الأشرفى، وكانت سنة صعبة على الحجّاج.

وفى صفر، ثار المماليك الجلبان على ناظر الخاص يوسف وضربوه، وأخذوا عمامته من على رأسه، وصار مكشوف الرأس، ولولا هرب كانوا قتلوه لا محالة، وكانت المماليك الجلبان تزايد شرّهم جدّا. - وفيه ثارت الغلمان والعبيد على الوزير، ونزلوا من القلعة وتوجّهوا إلى بيت الوزير، وصاروا ينهبون بعض دكاكين القاهرة، وخطفوا عمائم الناس، حتى وصلوا إلى دار الوزير سعد الدين فرج، فاختفى من داره، فنهبوا ما وجدوه فى الدار، وسبب ذلك انشحات اللحم المقرّر للجند. - وفيه خرج يونس العلاى أحد الأمراء المقدّمين إلى برّ الجيزة، لحفظ الخيول التى (١) بالربيع، وكانت عربان لبيد قد أفسدوا فى برّ الجيزة، وأخذوا خيول الأمراء والجند من مراعيها.

وفى ربيع الأول، أمطرت السماء مطرا غزيرا، حتى قيل أمطرت فى قليوب بردا وزن كل بردة خمسون درهما، وهلك به بعض مواشى، وأفسد الزرع. - وفيه ظهر الصاحب فرج بعد ما كان مختفيا (٢)، فأخلع عليه بالاستمرار؛ وأخلع على فخر الدين ابن السكر والليمون، وقرّر فى نظر الدولة، وكانت شاغرة.

وفى ربيع الآخر، عمر السلطان الربع والحمام وما حولهما، التى (١) بين (٣) القصرين. - وفيه خرج جماعة من الأمراء والجند إلى نحو الجون على العادة، لإحضار الأخشاب.

وفى جمادى الأولى، توفّى المسند جمال الدين عبد الله بن محمد بن أحمد التسترى، وكان عالى السند من أهل الفضل والعلم. - وفيه وصل الخواجا جمال الدين عبد الله القابونى، رسولا من عند ابن عثمان ملك الروم محمد، وعلى يده مكاتبة تتضمّن ما فتحه من الفتوحات السنيّة، فأكرمه السلطان غاية الإكرام؛ ولما أراد التوجّه إلى ابن عثمان، عيّن معه السلطان قانى باى اليوسفى المهمندار، وعلى يده هديّة من عند السلطان إلى ابن عثمان، فأخذ قانى باى اليوسفى فى أسباب تعلّق السفر الذى عيّن فيه.


(١) التى: الذى.
(٢) مختفيا: مختفى.
(٣) بين: يبين.