للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جقمق لما شرقت البلاد، وكان لا بأس به فى المباشرين. - وفيه خرج جانم الأشرفى، الذى قرّر فى نيابة حلب، وكان له يوم مشهود، وتجمّل زائد.

وفيه أنزلت خوند زينب الخاصبكية زوجة السلطان، إلى بولاق، فأقامت فى القطينية التى بولاق، وكان قد حصل لها توعك شديد فى جسدها، فنزلت لنرى البحر حتى يذهب عنها الوحم، فنزل إليها السلطان وعادها، فلما حصل لها الشفاء، أحرقوا فى بولاق حرّاقة (١) نفط حافلة، وخرجت البنت فى خدرها بسبب الفرجة، وكانت تلك الليلة فى بولاق من الليالى المشهودة؛ فلما عوفيت طلعت إلى القلعة فى محفّة، وحولها الخوندات والستّات وأعيان نساء الأمراء والمباشرين، حتى طلعت إلى القلعة، وكان لها مهمّ حافل بالقلعة. - وفيه توفّى الأمير خاير بك الأجرود المؤيّدى، أحد الأمراء المقدّمين بمصر؛ فلما مات أنعم السلطان بتقدمته على الأمير قانم التاجر من صفر خجا المؤيّدى، وهذا أول تقدمته بمصر.

وفى جمادى الأولى، ترايد شرّ المماليك الجلبان، وتوجّهوا إلى بولاق، ونهبوا شون الأمراء لأجل الشعير، فإنه كان مشحوتا، وصاروا ينزلوا (٢) الفقهاء والمباشرين من على خيولهم وبغالهم، ويأخذونهم (٣) من تحتهم، وحصل منهم فى حقّ الناس غاية الضرر، ولا سيما التجّار فى الأسواق، فكانوا يخطفوا (٤) القماش من الدكاكين وسائر البضائع، واستمرّوا على ذلك حتى وقع فيهم الطاعون، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه.

وفيه توفّى الأديب البارع، شاعر العصر، شمس الدين محمد بن حسن بن على ابن عثمان النواجى الشافعى، ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وكان عالما فاضلا، أديبا بارعا، وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله من نوع الاكتفاء:

خليلىّ هذا ربع عزّة فاسعيا … إليه وإن سالت به أدمعى طوفان


(١) حراقة: حراقت.
(٢) ينزلوا: كذا فى الأصل.
(٣) ويأخذونهم: كذا فى الأصل.
(٤) يخطفوا: كذا فى الأصل.