وفيه نادى السلطان بعرض جميع أجناد الحلقة، بسبب التجريدة، ورسم بأن يتوجّهوا إلى بيت الأمير أركماس الظاهرى الدوادار الكبير، وشدّد عليهم فى خروجهم إلى التجريدة بسبب شاه روخ. - ثم أمر بعقد مجلس، فلما حضر القضاة الأربعة، استفتاهم فى جواز أخذ أموال الناس لنفقة العسكر، فطال الكلام فى ذلك، وانفضّ المجلس على مانع، بعد جدال كبير.
وفيه وصل رأس قرايلك، ومعها نحو من ثلاثين رأسا من أولاده وأمرائه، فأشهروهم على رماح، وزيّنت لهم القاهرة، ثم علّقت رأس قرايلك وأولاده على باب زويلة ثلاثة أيام، ثم دفنت. - وفيه أخلع السلطان على تغرى برمش التركمانى، أمير آخور كبير، وقرّره فى نيابة حلب، عوضا عن أينال الجكمى؛ وكتب بانتقال أينال الجكمى إلى دمشق، عوضا عن قصروه بحكم وفاته.
وفيه وصل قاصد من عند إسكندر بن قرا يوسف، وعلى يده مكاتبة بأنه مع السلطان عونة على شاه روخ بن تمر لنك، فشكره على ذلك، وجهّز له هديّة بنحو عشرة آلاف دينار، وهو الذى كان سببا لقتل قرايلك كما تقدّم. - وفيه عرض السلطان سنيحه، وأخذ فى أسباب تعلّق السفر، وأشيع بعرض العسكر. - وفيه خرج شاد بك، أحد رءوس النوب، ومعه خلعة إلى محمد بك بن ذلغادر، وهو والد سليمان بك، ومعه مكاتبة من عند السلطان، بأن يسلّما جانى بك الصوفى إلى شاد بك ليحضره إلى السلطان.
وفى جمادى الأولى، قرّر الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ فى نظر بندر جدّة، فخرج إليها مبادرا. - وفيه توفّى الطواشى خشقدم الزمام الظاهرى، وكان رومى الجنس، فترك له موجودا بنحو من مائة ألف دينار؛ ثم بعد موت خشقدم قرّر جوهر اللالا فى الزمامية، عوضا عنه. - وفيه رسم السلطان بإخراج من فى الثغور من تجّار الإفرنج.
وفى جمادى الآخرة، عرض السلطان سائر الحبوس، وأفرج عمن بها قاطبة، فإن الغلاء كان موجودا، وضجّ من فى الحبوس من الجوع، ورسم السلطان للقضاة